قائد الطوفان قائد الطوفان

كورونا.. الأثر والفاعلية

صورة "أرشيفية"
صورة "أرشيفية"

خالد النجار

اطلاعي المستمر على تقارير دولية وعربية ومحلية تتعلق بالوباء العالمي "Covid-19" وملاحظاتي على بعض المفاهيم التي أحدثت ضجيجاً بين وسائل الإعلام، وصلت لتلك الخلاصة المتواضعة:

منذ تفشي الوباء في العالم، أظهرت منظمة الصحة العالمية خطورة الفايروس، ووصفته بـــ "الوباء العالمي"، كما وصفته دول أخرى بـــ "الجائحة" وبدأت في إعداد رسم خارطتها الوبائية متنقلة من دولة إلى أخرى، دون أن تفلح في تحديد البؤر ومحاصرتها، بل هناك بعض الاتهامات بتدخل قوى عظمى في محاربة البشرية من خلال ما يسمى "حرباً بيولوجية".

يتساءل البعض، هل الخطر يكمن في فاعلية الفايروس على العنصر البشري، أم تداعياته الخطيرة تشكل مردوداً سلبياً على كافة القطاعات الأخرى في الدولة؟. اختلفت الآراء وتباينت الردود وعطبت المفاهيم وبقيت على حالها في دائرة الاستفهام. في حقيقة الأمر أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم، وجعل منه قوة هائلة وعظمى تحارب كافة مكونات الشر من الفايروسات والبكتيريا والأوبئة، وتجعله قادراً على تحطيم كل تلك المكونات، بأبسط الطرق وأيسرها، وهي ما تسمى بالمناعة الدفاعية- أي جهاز المناعة. كما اعتبر البعض أن الفايروس جاء ليدمر الإنسان، ويفتك به، وبالبشرية جمعاء.

دعونا نعود لكافة البيانات التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية حول أعداد المصابين والوفيات، ونبدأ بمقارنة فعلية بين أعداد ومعدلات المصابين والمتعافين، وبين من لاقوا حتفهم نتيجة هذه الجائحة، سنجد فروقات عجيبة من دولة إلى أخرى. فعلى سبيل المثال نجد أن أوربا "القارة العجوز" بلغ عدد مصابيها ما يزيد عن مليون ومائتي وخمسة وستين ألف مصاب، يقابله مائة وعشرون ألفا وخمسمائة وتسعة وعشرون وفاة، بنسبة لا تزيد عن تسعة ونصف بالمائة بين الوفيات.

بالانتقال إلى شمال أمريكا، فقد بلغ عدد المصابين مليونا وتسعة وثلاثين ألف مصاب، فيما بلغ عدد الوفيات ثمانية وخمسون ألفاً وثمانمائة، أي بنسبة لا تزيد عن خمسة ونصف بالمائة. كما نجد أن قارة آسيا بلغ عدد المصابين بها ما يقرب من أربعمائة وسبعة وستين ألفاً وثمانمائة وستة وخمسين مصاباً، بينما بلغ عدد الوفيات ما يقرب من سبعة عشر ألفاً واثنين وستين، أي بمعدل ثلاثة ونصف بالمائة.

الإحصائيات السابقة مؤشر مهم للتعرف على تأثير الفايروس تجاه العنصر البشري أي "صحة الإنسان" وهي الحلقة التي تركز عليها كل الخطط المعدّة لمواجهة الوباء، بينما استبعدت تلك الخطط ما يسمى بـــ "فاعلية الفايروس" وهو المفهوم الجديد الذي لم نقف نحوه، وذهبنا بكافة إمكاناتنا الطبية والبشرية لتحصين الإنسان المُحصن والذي يستطيع التغلب على الفايروس بمناعته الذاتية التي وهبها الله تعالى له. جميع الأرقام المذكورة سابقاً تم الحصول عليها من تقارير إعلامية دولية تعمل على تحديث البيانات والتطورات أولاً بأول. وقد أظهرت من خلال تلك الاستنتاجات أن الفايروس ضعيف الفاعلية على صحة الإنسان، مقارنةً بأثره على القطاعات الأخرى التي كشف كورونا سوأتها وضعفها وهشاشتها، ويبدو أن هذا هو الهدف الذي استفاقت له الأنظمة العالمية وبدأت بإنعاش خططها الاستراتيجية التي طويت تحت أجنحة كورونا، فبدأت في ضخ الأموال وإعادة تشغيل الدورة الإنتاجية، والفتح التدريجي والمحدود للبلدان تحت إجراءات السلامة والوقاية، وتحت ما يسمى بـــ "التعايش". نعم قد يكون الحل الأمثل بين حلول كثيرة، إلا أن رحلة الوباء ما زالت في بداياتها مع فشل فرق البحث العلمي من الوصول إلى اللقاح الفعال لإنهاء تلك الأزمة.

البث المباشر