قائد الطوفان قائد الطوفان

من "البرمجة" إلى الينسون.. "بسكوت الخريج" مشروع محمود!

من "البرمجة" إلى الينسون.. "بسكوت الخريج" مشروع محمود!
من "البرمجة" إلى الينسون.. "بسكوت الخريج" مشروع محمود!

غزة_أمل حبيب

 

حرارة الفرن عكست على وجه محمود من لهيبها، يدرك وهو يمسح ذرات العرق المتجمعة أعلى جبينه أن المهمة ليست سهلة، فعليه العمل جاهدًا حتى لا يمسي هشًا كأصابع البسكويت بين يديه!

من البرمجة وقواعد البيانات إلى الينسون وجوز الهند، لا نقطة تلاق بين الطريقين سوى محمود مشتهى 21 سنة الذي اختار له "بسكوت الخريج" كمشروع خاص به بدلًا من الاستسلام لغول البطالة الذي كاد أن يطفئه!

الأول على دفعته!

قبل عام تخرج محمود من جامعة الأزهر بغزة تخصص برمجة وقواعد بيانات، وحصد المرتبة الأولى بين أبناء دفعته، لكنه كغيره من آلاف الخريجين بغزة، انضم إلى ركب البطالة، بقي على قارعة الطريق دون عمل، أو مصدر رزق!

صورة لأصابع بسكويت مع فنجان شاي عبر تطبيق سناب شات غيرت مجرى حياة هذا الشاب، الذي يعيش في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فكانت الدافع له للبدء بطريق جديد، لا يشبهه ولكنه بحاجة له.

يخبرنا محمود بذاك السر: "كنت خجلان ما بنكر، يمكن عشان خريج برمجة وببيع بسكوت"، ثم يؤكد لنا بأن كل شخص تحدى خوفه سينجح حتمًا، ويضيف: "الحمد لله تخطيت خجلي وصرت أشتغل بكل ثقة وأكسب من تعبي".

الإثنين!

كان البسكويت ضمن أطباق الحلويات المتعارف عليه في بيت عائلته، حتى أن بعض أصدقائه شجعوه على البدء بمشروع بيع البسكويت والإعلان عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تذوقه في أحد الزيارات لمنزله.

12 أكتوبر الحالي يوم لن تنساه ذاكرة هذا الخريج الذي أعلن عن بدئه بعمله الجديد في اعداد وبيع "بسكوت الينسون" واستقبال الطلبات أون لاين.

على طبق ممتلئ بأصابع البسكويت إحداها تندمج بحبات الينسون والأخرى بنكهة جوز الهند، كان الإعلان الأول عبر صفحة محمود عبر الفيس بوك وانستجرام للإعلان عن ولادة حلم جديد حيث ذيل صورة الطبق بالقول: "اليوم قررت أمشي بطريق مختلف يا رب ينجح".

يخبرنا بائع البسكويت أنه أمضى ست سنوات يعمل أجيرا في أحد المحلات في غير مجال تخصصه، ورغم حصوله على المرتبة الأولى في مجال دراسته بالبرمجة إلا أنه لم يجد عملًا، فوجده البسكويت قبل أن يجده!

الآن يكثف هذا الشاب الترويج للبيع عبر حساباته الشخصية دون الاكتراث لكلام بعض المحبطين من حوله، والتي كان جلها كــ "أخرتك تبيع بسكوت!" "آخر تعبك وجامعتك هيك!".

حول طاولة صغيرة تعمل العائلة، الأم والأب وحتى شقيقه خريج الهندسة، جميعهم يعدون البسكويت الخاص بمشروع محمود.

"بسكوت الخريج" هذا الاسم الذي اختاره محمود لمشروعه، الذي يطمح أن يتحول لمحل حلويات، منوهًا أنه ينوي إضافة بعض الأصناف الخاصة من الحلويات، ولاسيما تلك المناسبة لمرضى السكر.

وصلتنا تنهيدة محمود عبر الهاتف، رغم كل الحماس إلا أنه يشعر بالتعب والإرهاق خلال ساعات العمل الطويلة، لاسيما أن ولادته تعجن الخليط يدويا، وماكينة البسكويت وتقطيعه كذلك يدوية مما يضاعف من شعوره بالتعب.
يأمل صاحب مشروع البسكويت أن يسمع الجميع عن مشروعه الصغير، وأن يستمر في هذا الطريق دون يأس أو التفاف للوراء، آخر منشور على حسابه عبر الفيس بوك أخبرنا هذا الخريج "بسكوتنا صار فطور خفيف على المعدة مع كاسة شاي"!

بسكويت ينسون 1.jpeg
 

البث المباشر