قائد الطوفان قائد الطوفان

"كورونا" تهدد حياة الأسرى بعد اختراقها "جلبوع"

الرسالة نت - مها شهوان

منذ وصول جائحة كورونا للأراضي المحتلة، تتهاون مصلحة السجون الإسرائيلية في دعم الأسرى داخل معتقلاتها عبر توفير أبسط الإجراءات الوقائية، الأمر الذي سهل وصول الفايروس داخل الأقسام بعد اكتشاف إصابة عدد من السجانين.

ومنذ ساعات صباح الأمس وصلت معلومات أولية تفيد بإصابة أعداد من الأسرى في سجن جلبوع بفيروس كورونا، والعينات التي سحبت من 70 أسيرا كشفت عن إصابتهم بالفيروس بعد ان اشتكوا من أعراضه خلال اليومين السابقين.

وبحسب الاحصائيات فإن عدد المعتقلين الذين أصيبوا بالفيروس ارتفع منذ بدء تسجيل الحالات في أبريل/ نيسان الماضي، إلى 101 أسيرا، منهم اثنان كُشف عن إصابتهما فور الإفراج عنهما من سجون الاحتلال.

كما تتلاعب مصلحة السجون بطريقة إجراء الفحوصات وإعلان النتائج، رغم مطالبة الجهات الحقوقية والمعنية بشئون الأسرى بإشراف الصليب الأحمر على عملية سحب العينات وإجراء الفحوص.

يذكر أن الأسرى المصابين بفيروس "كورونا" متواجدون في قسم (3)، ويبلغ عددهم في القسم قرابة (90) أسيراً، وهم من أصل قرابة (360) أسيراً يقبعون في سجن "جلبوع" موزعين على 4 أقسام، وغالبية الأسرى في سجن جلبوع هم من أصحاب المحكوميات العالية مما يؤكد أن الفايروس وصلهم من قبل السجانين.

سياسة الاستهتار

تقول أماني سراحنة المسؤولة الإعلامية في نادي الأسير أن الوضع في معتقل جلبوع صعب، فالأسرى المصابون خالطوا أعدادا أخرى من الأسرى ولكن لم يتم إجراء فحوصات لبقية المخالطين حتى اللحظة وبذلك فإن العدد مرشح للازدياد.

وذكرت سراحنة "للرسالة" أن أرقام المصابين يعد رقما كبيرا مقارنة بعدد الإصابات التي سجلت في المعتقلات الأخرى، موضحة أنه وفق ما جاء من معتقل جلبوع فقد وضع المصابون في غرف للعزل بحيث استخدمت مصلحة السجون بعض الأقسام كمراكز للحجر الصحي لكنها تفتقر للخدمات الطبية.

وتؤكد أن استهتار مصلحة السجون في توفير المواد الوقائية من فايروس كورونا كان واضحا، لافتة إلى أن مصدر الفايروس في سجن جلبوع كان من السجانين لاسيما وأنه يقبع فيه أصحاب المحكوميات العالية وليس للموقوفين.

وبحسب سراحنة، فإن مصلحة السجون الإسرائيلية تتكتم على الإصابات بين الأسرى، وما يصل نادي الأسير من معلومات يتم الحصول عليها بطرق خاصة، مشيرة إلى أن أقصى ما يسمح به للأسير المعزول هو إجراء مكالمة مع محاميه، بعد إجراءات طويلة ومعقدة، في حين تقف المنظمات الحقوقية، عاجزة عن فعل أي شيء.

وزارة شئون الأسرى أكدت أن هناك خطورة وتخوفات كبيرة تهدد حياة الأسرى داخل السجون بعد الإعلان عن إصابة 11 أسيرا بفيروس كورونا في سجن جلبوع، والخشية أن تكون الاعداد أكبر وأعلى من ذلك بكثير.

وأشارت الوزارة في بيان لها أن الاحتلال لايزال يمارس سياسة الاستهتار وعدم اتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة للحد من تفشي الفيروس داخل السجون، وهو الجهة التي تحتكر الإعلان عن عدد الإصابات والفحوصات، وهناك خشية حقيقية أن تكون الأرقام التي تصدر عن ادارة مصلحة السجون غير صحيحة وأن العدد أعلى من ذلك بكثير.

ودعت الوزارة منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي إلى متابعة ومراقبة مدى سلامة الإجراءات الصحية المتبعة داخل السجون وتوفير المواد الصحية اللازمة وعمل فحوصات طبية عاجلة لجميع الأسرى.

والجدير ذكره أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عمليات الاعتقال اليومية في مدن الضفة الغربية والقدس، والتي تشكل جانبا من الاحتكاك مع السجانين إضافة إلى التنقلات عبر سيارات "البوسطة" والتي تعتبر مصادر أساسية لتفشي الوباء داخل السجون.

ومنذ بدء الجائحة عمدت إدارة سجون الاحتلال على سحب أكثر من 140 صنفاً من "كنتينا" الأسرى، منها مواد التنظيف التي تعد عاملاً أساسياً لمواجهة العدوى خاصة مع عدم توافر مواد التعقيم والتطهير.

بدوره، حذر مكتب إعلام الأسرى من أن نقل أحد الأسرى المخالطين من سجن جلبوع الى سجن شطة يهدد حياة الأسرى وينذر بخطر انتقال العدوى، مشيرا إلى أن أعراض كورونا بدأت تظهر على بعض الحالات المخالطة في سجن جلبوع

البث المباشر