قائد الطوفان قائد الطوفان

جريمة تهز كفر عقب سببها الاحتلال

القتلى الثلاثة
القتلى الثلاثة

الرسالة نت-رشا فرحات

هذه كفر عقب المنطقة التي كانت في يوم ما كل شيء فأصبحت بدون أي شيء، هذا الحي الكبير الذي كاد يصبح مدينة، كان من أرقى المناطق التابعة لمدينة القدس حتى فصلها الجدار العازل فأصبح منطقة عشوائية يسكنها مائة ألف مقدسي في بيوت بنيت بدون تراخيص.

كفر عقب ليس عليها رقابة ولا على أرضها ولا على سكانها، والاحتلال أدار ظهره ولا يشرف حتى على الخدمات الطبية والإنسانية والحياتية، وتفصلها عن رام الله 400 كيلو متر بينما أصبحت هي ومخيم قلنديا جزءا واحدا.

وحتى حينما اكتشفت حالات كورونا في كفر عقب لم تمارس السلطة صلاحياتها الطبية والأمنية، فلم يسمح لهم الاحتلال بذلك، وفي ذات الوقت يرفض إدارة شؤون المدينة المنقسمة.

كل هذه الظروف وأكثر أدت إلى انتشار الجريمة والفوضى في كفر عقب، فما يولده الفقر والعوز يمكن أن يتصاعد أكثر وأكثر حتى يصبح أكبر من مجرد الخيال، ويودي بمدينة كاملة إلى الهاوية بسبب افتقادها للسلطة وضبط الأمور.

قبل أربع وعشرين ساعة لقي 3 أشخاص مصرعهم متأثرين بجروحهم الخطيرة وأصيب 5 آخرون إثر شجار عائلي تخلله إطلاق نار كثيف في قرية كفر عقب بمنطقة القدس المحتلة.

القتلى الثلاثة هم عدنان وليد الرجبي وكل من الشقيقين هيثم وعصام موسى الرجبي، وفق ما نشرته وسائل إعلام فلسطينية.

وفي تفاصيل الجريمة فإن شجارا بين عائلتين من كفر عقب أدى إلى هذه الكارثة الاجتماعية.

وأظهر توثيق مصور من المكان أن شجارا وقع بين مجموعة شبان، تخلله تبادل إطلاق نار وإضرام النار في سيارات ومحلات تجارية بالمكان.

من جانبه، قال الناطق باسم الشرطة في الضفة المحتلة لؤي ارزيقات، إن النيابة العامة والشرطة تباشران التحقيق وإجراءات البحث والتحري في ملابسات القتل وتفاصيل القضية.

وعما يحدث في كفر عقب يقول الكاتب المقدسي طارق حمزة: كفر عقب، مخيم قلنديا، الرام، عناتا ومخيم شعفاط، الزعيم، والعيزرية، تمتلئ بالمقدسيين الذين يعيشون فيها بسبب صعوبة الحصول على بيت في أحياء القدس العربية التي في داخل الجدار.

أصبحت هذه الأحياء مناطق محزنة بائسة مدمرة.. بناء عشوائي فوضوي ليس عليه رقيب.. شوارع ضيقة غير مناسبة للكثافة السكانية، شح شديد في الأماكن التي تصلح كمواقف ومصفات للسيارات، انعدام للنظافة، بؤس في البنى التحتية والمواصلات.. ثم وبالطبع فلتان أمني وانتشار للمجرمين الذين يجدون في هذه المناطق ملاذاً آمناً بسبب عدم وجود سلطة أمنية فلسطينية أو صهيونية.

واعتبر الصحفي علاء الريماوي خلال فيديو نشره عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحت عنوان "كفر عقب أوجعت فلسطين"؛ أن الاحتلال هو المسؤول عن تسهيل انتشار الجريمة في القدس والداخل المحتل وكل ذلك هدفه ضرب النسيج الاجتماعي الفلسطيني.

وأضاف الريماوي: عائلات القدس التي تحمي المقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك يريدونها أن تتقاتل فيما بينها من أجل ضرب هذا النسيج الحامي للمدينة المقدسة.

البث المباشر