ثارت مشاهد اقتحام أنصار الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونغرس دهشة العالم، فعلى الرغم من الحراسة المشددة -خصوصا أثناء اجتماع التصديق على انتخاب جو بايدن خلفا لترامب- فإن المتظاهرين تمكنوا من اقتحام المبنى والعبث بمحتوياته، مما يطرح تساؤلات عن سبب فشل عناصر الأمن في منع هذا الشغب.
ويعد جهاز "شرطة الكابيتول" هو المكلف بتأمين مجمع الكونغرس بعد أن أسس سنة 1828، ومُنح عناصره سلطة إنفاذ القانون في المجمع.
ويبلغ عناصر هذا الجهاز 2300 فرد، بين عناصر الأمن وموظفين مدنيين، كما تبلغ ميزانيته السنوية 460 مليون دولار، وهو مكلف بحماية مبنى الكونغرس والأشخاص الموجودين فيه.
كيف تمكن المقتحمون من التسلل لداخل المبنى؟
قبل ساعات من اجتياح مؤيدي الرئيس دونالد ترامب للكونغرس لم يكن هناك سوى حشد متناثر منهم أمام المبنى.
وفي الوقت الذي كان يجتمع معظمهم بالقرب من البيت الأبيض كانت مجموعة أصغر قد بدأت في التجمع أمام الكونغرس في حدود الساعة التاسعة صباحا.
وفي حدود الساعة الثانية ظهرا وصل الآلاف من المتظاهرين، وشرع عدد منهم في تكسير الحواجز واقتحام المبنى.
وبعد اختراق الحواجز وصل مؤيدو ترامب إلى سلالم الجانب الغربي من مبنى الكونغرس، حيث قامت الشرطة برشهم بالمواد الكيميائية.
وبينما كان الكونغرس يناقش الاعتراض على نتائج انتخابات ولاية أريزونا كان المتظاهرون يشقون طريقهم نحو المبنى.
ومباشرة بعد ذلك اصطحب عناصر الأمن مايك بنس نائب الرئيس والرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ تشاك غراسلي إلى مكان آمن، ثم فعلوا الأمر ذاته مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وبقية أعضاء الكونغرس.
دخل أنصار ترامب إلى قاعة "روتندا" (Rotunda) التي توجد في مركز مجمع الكونغرس وتوصف بـ"قلبه النابض"، وهي تفصل بين مجلسي النواب والشيوخ، ثم وصلوا إلى قاعة مجلس الشيوخ التي كانت تشهد الجلسة المشتركة للتصديق على الانتخابات، كما دخلوا عدة مكاتب، بما فيها مكتب بيلوسي.
وفي حدود الساعة 2:45 بعد الزوال سمع دوي إطلاق نار داخل المبنى، حسب وسائل إعلام أميركية.
كيف تعامل عناصر الأمن في الداخل مع المتسللين؟
اعترف المسؤولون الأمنيون بأن شرطة الكونغرس لم تكن قادرة على مواجهة الحشود الكبيرة التي اقتحمت المبنى.
وحينما طلبت شرطة الكونغرس الدعم من أجهزة أمنية أخرى كان المتظاهرون قد دخلوا بالفعل للمبنى، ومما زاد تأخر هذه المساعدة هو أن الشرطة تقدم تقاريرها وطلباتها لقادة الكونغرس، وهم الذين يتواصلون مع وكالات إنفاذ القانون الأخرى.
أُرسل عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي ومكتب الأسلحة النارية والمتفجرات -الذين تتمثل وظيفتهم الاعتيادية في إجراء التحقيقات وليس مكافحة الشغب- إلى مبنى الكونغرس لمحاولة تأمينه.
وانصب عمل الشرطة قبل وصول دعم أمني على حماية أعضاء الكونغرس والموظفين ووسائل الإعلام.
وفي النهاية قدمت 18 وكالة محلية وفدرالية الدعم لشرطة الكونغرس من أجل استعادة السيطرة على المبنى، في حين أصيب أكثر من 50 عنصرا أمنيا بجروح، ونقل بعضهم إلى المستشفى بسبب إصاباتهم البليغة.
كيف تم إخراج المقتحمين وفرض السيطرة؟
بعد وصول عناصر الحرس الوطني شرعت أجهزة الأمن في فرض السيطرة على مبنى الكونغرس، ولم يتجاوز عدد الذين اعتقلوا مباشرة بعد إعادة السيطرة على المبنى 13 شخصا، حسب السلطات المحلية.
وساهم الانتشار الأمني المكثف ونشر ترامب فيديو يدعو فيه مؤيديه إلى العودة لبيوتهم في خروج المتسللين من المبنى، مع وجود احتكاكات بين عناصر الأمن وبعض المتظاهرين في شرفة المبنى ومحيطه.
المصدر : الجزيرة