قال معلق "إسرائيلي" السبت، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "أذكى" من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، وذلك في تعليقه على أعمال الشغب التي شهدتها العاصمة واشنطن نهاية الأسبوع الماضي.
وتابع معلق الشؤون القضائية "الإسرائيلية" موشيه جورالي في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن "نتنياهو أقل خطورة من ترامب"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن نتنياهو "زرع بذور التمرد ضد المؤسسات الديمقراطية".
وأشار جورالي إلى أن "الإسرائيليين" قدموا إمكانية أن يشهدوا نفس اندلاع أعمال العنف الأمريكي، معتقدا أن اقتحام الكونغرس، مثّل تحذيرا صارخا، لما يمكن أن يحدث، عندما ينشر زعيم مختل الأخبار الكاذبة، ونظريات المؤامرة، بينما لا يفعل حزبه شيئا لإيقافه.
وأكد أن هناك الكثير من أوجه الشبه بين ترامب ونتنياهو، وبين الحزبين الجمهوري والليكود، قائلا: "نتنياهو ليس ترامب. إنه أذكى بكثير، لكن ليس أقل خطورة"، مبينا أن كلا الرجلين يتبنيان كراهية "النخب"، و"المؤسسة"، و"الإعلام" و"النظام القضائي".
وأردف قائلا: "كلاهما يستخدم الأخبار الكاذبة والتحريض"، موضحا أن "نتنياهو لم يثبت بعد أنه قادر على حشد أنصاره وإرسالهم إلى الشارع"، مثلما فعل ترامب الأربعاء الماضي، حينما حرّض أنصاره على الاحتجاج، بهدف عرقلة مصادقة مجلس النواب والشيوخ على فوز الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن.
ورأى جورالي أن بعض المتابعين الإسرائيليين يعبرون عن العنف، على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنهم لم يشكلوا بعد تهديدا ملموسا للنظام العام، مشيرا إلى أن الصور المروعة من واشنطن، يمكن أن تلهم بسهولة تكرار الأحداث في إسرائيل، وتحديدا باقتحام المحكمة العليا أو الكنيست.
وذكر أنه "يجب الافتراض أن نتنياهو لن يقبل بهدوء الخسارة في انتخابات آذار/ مارس المقبل"، متسائلا: "هل سيقوم كما فعل ترامب، بنزع الشرعية عن نتيجة انتخابات تزيله من منصبه؟ أم سيشكك في نزاهة الأصوات أم خصومه؟".
وتابع: "لدى نتنياهو شريحة من "الإسرائيليين"، تؤمن بأي نظرية مؤامرة قديمة ينطق بها"، منوها في الوقت ذاته إلى أنه إذا خسر أمام عضو آخر من اليمين، مثل زعيم يمينا نفتالي بينيت أو وزير الليكود السابق جدعون ساعر، فقد يقل حماس متظاهري اليمين في الخروج إلى الشوارع.
وأشار المعلق "الإسرائيلي" إلى أن نتنياهو حوّل حزب الليكود منذ فترة طويلة إلى حزب يتناسب مع شخصيته، ويحكمه متشددون يفعلون أي شيء لضمان بقائه في السلطة، على الأقل حتى يتمكن ابنه الأكبر من استبداله، مستدركا: "ربما يكون هناك من بين أعضاء الليكود من يقدر مصلحة الدولة".
وأردف قائلا: "سيأتي الاختبار عندما تستأنف محاكمة نتنياهو الجنائية بشكل جدي"، مستبعدا رؤية هجوم إسرائيلي ناجح على "الديمقراطية"، لكن أحداث الولايات المتحدة زرعت بذورا لهذا التهديد الفعلي.
عربي21