أوصت دراسة علمية بإعادة تصميم البناء التنظيمي للعلاقات العامة في المؤسسات الإعلامية الفلسطينية بما يتماشى مع مستجدات العصر وتحديات المستقبل، ويضمن تغييراً جوهرياً في هياكله ومهامه وثقافته التنظيمية.

وهدفت الدراسة التي أجراها الباحث د. يحيى المدهون، التعرف إلى واقع البناء التنظيمي للعلاقات العامة في المؤسسات الإعلامية الفلسطينية، واعتمدت على منهج المسح الإعلامي، إذ استخدمت الاستبانة بأبعادها الثلاثة: "الهيكلية التنظيمية، المهام التنظيمية، الثقافة التنظيمية"، وطبقت على عينة عشوائية مكونة من (140) مفردة من العاملين في المؤسسات الإعلامية بمحافظات غزة.

ومن أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة، التي نشرتها مجلة جامعة غزة للأبحاث والدراسات في عددها السادس، أن البناء التنظيمي لأجهزة العلاقات العامة في المؤسسات الإعلامية الفلسطينية جيد؛ لكنه يحد من فرص تفويض الصلاحيات والشعور بالمساواة والمشاركة في اتخاذ القرارات، حيث أكد المبحوثون على أن البناء التنظيمي للعلاقات العامة "مناسب وبحاجة إلى تطوير"، وصولاً لتنظيم نوعي يعمل على تحقيق الأهداف المنشودة بكفاءة وفعالية.

كما أوصت الدراسة بأهمية العمل على بناء هياكل تنظيمية تسمح بتفويض الصلاحيات وتسهم في تمكين العاملين من المشاركة الفاعلة داخل التنظيم الإداري في المؤسسات؛ لتنمية الانتماء التنظيمي. ولفتت إلى حاجة المؤسسات الإعلامية الاهتمام بتحليل وظائف العلاقات العامة والعمل على إعادة تصميمها، بحيث تتنوع الأنشطة الوظيفية، ويزداد عدد العاملين في العلاقات العامة بما يضمن استقلاليتهم وحريتهم في العمل.

واختتمت الدراسة توصياتها بالتأكيد على ضرورة التركيز على بناء القيم التنظيمية لأعضاء التنظيم في المؤسسات الإعلامية الفلسطينية؛ نظراً لأنها تمثل أعمق مستوى في الثقافة التنظيمية التي تضبط معايير السلوك في التنظيم ولها دور في زيادة تماسكهم، والعمل على دعم شعور العاملين بالعدالة والمساواة بين إدارة العلاقات العامة والإدارات التنظيمية الأخرى في المؤسسات الإعلامية الفلسطينية، وذلك بما يضمن مشاركة العاملين في اتخاذ القرارات ورسم السياسات.