مصطفى الصواف
تنشط المؤسسات والتنظيمات والحكومات في أيام المواسم كالأعياد أو المناسبات الوطنية والإسلامية من أجل التواصل مع الجمهور على مختلف أطيافه السياسية والعرقية والدينية، وتعمل على خطب ود الناس وهو عمل جميل وطيب ومحبب على النفس يشعر فيع المواطن أن هناك من يوده ويتعاطف معه ويجلس إليه في بيته أو مكان عمله أو حتى في طريقه التي يسلكها.
لقد دأبت حركة حماس منذ العام الماضي وواصلت نفس النهج هذا العام بالقيام قبل أيام عيد الأضحى المبارك، أعاده الله عليما باليمن والبركات داعين الله أن يأتي في العام القادم وقد تحررت البلاد والعباد، بالتواصل عبر برنامجها ( حملة مودة) والذي أخذت على عاتقها فيه أن تطرق كل بيت من بيوت قطاع غزة، وتقدم هدية متواضعة من الحلوى، عمل نعتقد انه طيب، ويدخل السرور على النفس، ويمحو بعض الآثار السلبية المتراكمة نتيجة السلوك اليومي وضغط العمل، يلتقي فيها المواطن ببعض المسئولين من قيادات الحركة ويبث لهم همومه وشجونه وآماله علها تكون لحظات إسماع واستماع رغم قصر مدتها، ولكنها تفضفض بعض ما في الصدور.
ما ميز حملة مودة أنها طرقت كل بيت دون نظر إلى أي اعتبار، أو وجهة نظر لأنها تهدف إلى خلق أجواء من المحبة والوئام وتعزيز العلاقات الاجتماعية، ورغم أن من يقود الحملة يعلم أن هناك بيوت لا تفتح لهم بابها ورغم ذلك طرقوها علىَ الله يكون قد غير شيئا في النفوس، وهناك من أغلق العام الماضي بيته، وهذا العام فتحه واستقبل الضيوف، ورغم ذلك كان هناك نسبة رغم ضآلتها، الأمر الذي احزن النفوس، رفضت استقبال الضيوف، هذه النسبة لا اعتقد أنها تشكل رقما يستحق الذكر ولكنها لا تتجاوز 2: 3% من حجم العائلات التي تمت زيارتها حتى يومنا هذا، ولها عذرها.
رافق حملة مودة من قبل حركة حماس حملة كرامة المواطن وهيبة الشرطي، وهنا أسجل كلمة أن هيبة الشرطي أساسها كرامة المواطن، لان حفظ كرامة المواطن وصون حقوقه هو هيبة للشرطي؛ لان من يحفظ الكرامة ويصون الحقوق شخص مهاب ومحترم ومقدر له صنيعه، وهدر كرامة المواطن لن يؤدي إلى هيبة بل سينقصها، وسيكون عرضة للإعتداء وعدم الاحترام.
جميل أن نعزز مفاهيم الكرامة في نفسية رجال الشرطة، لان الشرطي الذي يعتدي على كرامة المواطن لا يستحق أن يكون شرطيا، المواطن الذي يعتدي على الشرطي مواطن غير صالح، وكلاهما لا مبرر له مطلقا في تجاوزاته، والحلم والصبر والهدوء يعالج الأمور أكثر، ولو تجاوز أي منها حقه وواجباته عليهما أن لا يتسرعا في الرد، بل عليهما استيعاب بعضهما البعض مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس الشديد بالصُّرَعةِ ، إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب)، فكرة كرامة المواطن وهيبة الشرطي فكرة مقدرة من وزارة الداخلية.
وإن كان لنا من كلمة لحماس وللحكومة وهو أن تتواصل هذه الحملات على مدار العام، وأن لا تكون موسمية، وان نتعلم منها العبر ونتحسس ما يريده الناس، وأن نُعدل من سلوكنا ونًحسن فيه خدمة للمواطن الذي يشكل رأس المال للوطن وأن نحرص على التواصل معه في كل الأوقات وأن نقدم له كل أشكال المساعدة والمودة ونحفظ عليه كرامته ونصون حقوقه.