أطفال غزة..ابتسامة ناقصة على مقاعد القطارات والخيول

الرسالة نت – عبد الحميد حمدونة

مع إطلالة شمس عيد الأضحى المبارك اندفع عشرات الأطفال معظمهم لم يتجاوزوا الـ12 ربيعا إلى منطقة "أبراج المقوسي" غرب مدينة غزة يحملون في قبضاتهم "عيدياتهم"، متمنين حجز مقعد في قطار صغير، يجوب مساحة تبلغ الدونم، بشكل دائري.

وبالكاد يستطيع الأطفال حجز مقاعدهم، ويتجمعون إلى حد التزاحم على شكل حلقات، طمعا في ركوب القطار محلي الصنع، وعندما مل آخرون من الانتظار لجئوا لركوب الخيول والحمير كوسيلة للنزهة.

ويفتقر قطاع غزة إلى الأماكن الترفيهية، لذا لا يجد الأطفال ضالتهم  في مناسبة كالأعياد، إلى ركوب الأرجوحة والقطارات الكهربائية والميكانيكية إضافة إلى ركوب الدواب.

وتبدو الفرحة منقوصة على وجوه الأطفال، لاسيما أن من بينهم من هم أبناء شهداء وأسرى.

وتلقي الحالة الاقتصادية المتردية بظلالها على المواطنين، سيما الأطفال الذين غابت عنهم مظاهر العيد، وقلة منهم تمكن ذويه من تقديم الملابس الجديدة له.

وتعالت صيحات الأطفال من بين شبابيك القطار أحمر اللون، مرددين أهازيج العيد، بينما كان بجانب القطار طفلٌ واقفا يسترق النظرات بحسرة تجاه أقرانه الذين تسنى لهم حجز مقاعد.""

دنت "الرسالة نت" من الطفل أحمد الخالدي (9 أعوام) وسألته، لماذا لا تركب القطار؟، رد أحمد بسرعة وقطرات العرق تلمع على جبينه الأبيض :"معيش مصاري!".

ورغم الشمس الحارقة، إلا أن الأطفال غير آبهين بالتعب والإرهاق البادي عليهم جراء كثرة الجري خلف الخيول والدرجات النارية ذات الأربع عجلات.

ويتخذ الأطفال من منطقة "المقوسي" متنفسا في الأعياد والمناسبات، خاصة أنها منطقة مكتظة بالأبراج سكنية، ويتوسطها مساحة واسعة تستغل للترفيه.

ويشعر الطفل محمد عوض في السابعة من عمره، بالسعادة لركوبه القطار، ويقول: "إلي سنة واقف عالدور لما ركبت القطار"، مشيراً إلى أن أطفال غزة ينقصهم الكثير من القطارات والآلات الترفيهية حتى يشعروا بالسعادة التي ينعم بها أطفال العالم.

وينتاب أولياء الأمور حزنا على أطفالهم المحرومين من أدنى مقومات الترفيه، نظرا للحصار الصهيوني على قطاع غزة منذ خمس سنوات.

 وخيمت علامات الحزن على وجه المواطن أبو عماد (37 عاما) من حي الشيخ رضوان وسط مدينة غزة، بعد عودة طفله إبراهيم ذو الثمانية أعوام  إلى البيت باكيا لعدم تمكنه من ركوب القطار أو الخيل أو الدراجات النارية الصغيرة.""

واضطر أبو عماد لاصطحاب طفله إلى منطقة "المقوسي" حتى يحجز له كرسيا في ذاك القطاع المتواضع  الذي يتهافت عليه الأطفال.

ويدور بين شوارع غزة قطاراً بلا سكة حديد سلك الطرقات الرئيسية في المدينة، والذي أثار إعجاب المواطنين المحاصرين ، كما أنه مثل آلة ترفيه لآلاف الصغار الذين يفتقدون للملاهي والمتنزهات.

ويعتبر القطار الذي يجر قنطرتين بلون احمر، هو الأول من نوعه في قطاع غزة، لذلك تهافت حوله الأطفال طمعا بجولة محدودة برفقة المهرجين الذين يرتدون الدمى، ويوزعون الابتسامات على الجمهور.

وما لفت نظر "الرسالة نت" هو ركوب طفل وشقيقته الصغيرة على دراجة نارية صغيرة ذات الأربع عجلات، حيث بدا وكأنه في سباق "الفورملا" كادا أن يقعا عنها لولا أن الطفل السائق قد خفض من سرعة الدراجة.

 

البث المباشر