خرجت غزة عن بكرة أبيها احتفالا بنصرها على العدو الصهيوني الذي طال عدوانه الشجر والحجر، والممتلكات والمنشآت.
خرج أهل غزة وقلوبهم وألسنتهم تلهج لله حمدا وشكرا.
وبينما نحن في أجواء الانتصار في تمام الساعة الثانية من فجر الجمعة 21/5/2021 اذ بنا نمر على حطام البيوت والمنشآت التي دمّرها العدوان؛ فأكثر من 1200 وحدة سكنية دمرت بشكل كامل وأكثر من 15000 منزل تضررت أجزاء كبيرة منه وأكثر من 30 مصنع وشركة نسفت علاوة على تضرر البنية التحية وشبكة الكهرباء بشكل كبير جدا.
وبلغ اجمالي الخسائر المادية إثر هذا العدوان الغاشم قرابة 350 مليون دولار.
وبينما أسير وصديقي أحمد اذ بعيناه تذرفان بمجرد أن شاهد البرج الذي كان يسكن فيه وقد حطّمه الاحتلال في عدوانه، في هذه الاثناء قلت له مطمئنا سيبنى أفضل مما كان بإذن الله، فاذا به يقول أخشى أن نصبح كأهالي البرج الإيطالي الذين تشردوا الى هذا اليوم إثر قصف البرج في عدوان عام 2014.
هنا وقفت لأتذكر أن السلطة الفلسطينية قامت بترسية البناء على أحد شركات المقاولة منذ 7 سنوات الا انها لم تعط أمرا بتنفيذ البناء رغم دخول مبلغ الاعمار الى خزينتها حتى اللحظة.
لم يغب عنا أن ما نسبته 7% فقط من الدمار الذي حل بغزة عام 2014 تم ترميمه رغم وصول الدعم للسلطة.
لذا ومن منطلق الحرص والمثل القائل "من جرّب المتجرّب عقله مخرّب" في ظل حجم دمار كبير لحق بغزة ونحن نستمع الى تصريحات مسؤولين في السلطه تدعو الى توجيه مبالغ الاعمار الى خزينتها.
ندعو الى ضرورة الحذر ، فغزة اليوم التي سجلت نصرها بدمها لا بد أن يكافأ أهلها على صبرهم وصمودهم لا أن يضاف جرح الى جرحهم بمماطلة إعادة الاعمار.
ومن هنا لا بد من تشكيل لجنة من القطاع الخاص والحكومة في غزة تأخذ على عاتقها إعادة الاعمار بوصول مباشر الى المبالغ اليها برقابه دولية وسقف زمني واضح .
وختاما أقول للمقاومة لا تدعوا لأحد الفرصة بسرقة نصركم وكونوا عند ثقة شعبكم كما عودتموه وألا بورك جهدكم وجهادكم.