قائد الطوفان قائد الطوفان

سنوار المقاومة بـ "الخاوة" يهز (تل أبيب)

مها شهوان
مها شهوان

غزة – مها شهوان

 لا يرتدي بزة عسكرية ولا رسمية، رغم أنه مقاوم ثائر، بساطته تطغى على حضوره، يخاطب الطفل كما لو كان مقاوما على الجبهة، ويخاطب الشاب بأنه أمل الثورة، أما الشيخ فيقبل رأسه ويده ويناديه بـ "سيد الرجال، جبل المحامل"، إنه سنوار المقاومة " يحيى السنوار".

رغما عنك مهما اختلف انتماؤك السياسي مع سنوار غزة، سيجذبك صوته الحماسي لتسمع خطابه، فما بالك المحتل الذي يفزع من نبرة صوته وكل حركة يقوم بها فيستجلب الخبراء الأمنيين والعسكريين لتحليلها.

ليس بنيسلون مانديلا (سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا)، بل هو شخصية بحد ذاتها يشبه كل ثائر غاضب من المحتل، فقد أمضى في سجن العدو الإسرائيلي أكثر من عشرين عاما، فخرج متمسكا بحقده على العدو أكثر، فنصر المقاومة وبات خادمها.

بـ "الخاوة" زلزل (تل أبيب)، وأفقد قادتها السيطرة، كل ما يريده لمقاومته وشعبه يخرج بخطاب عبر وسائل الاعلام ويهدد "حناخوده خاوة"، فيلجم المحتل ويستسلم.

قبل أيام خرج بمؤتمر صحفي وخلال كلامه ارتشف الماء، راح العدو يتخبط ويبحث عن دلالة ذلك رغم انها حركة عادية، ثم لم يكتف بذلك فهو رغم أنه يعتبر صيدا ثمينا لـ (إسرائيل) التي تتعقبه لاغتياله، إلا أنه تحدى وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانيتس الذي هدد بعد وقف إطلاق النار "لا حصانة للسنوار والضيف إذا ظهرا علانية".

سنوار المقاومة لا يُهدد فهو عنيد وبالفلسطيني "مخه حجر صوان" مع العدو، خرج أربع مرات مباشرة، واخرها حين أنهى مؤتمره الصحفي وأمهل "غانتس" 60 دقيقة لاتخاذ قرار وارسال طائرة اغتيال لقتله.

وفعلا خرج إلى شوارع غزة سيرا على الاقدام يتبختر بين شعبه يهنئهم بسلامتهم، البعض يظن أن المارة جميعهم من مؤيدي حماس، لكن ما كان واضحا حتى على مواقع التواصل الاجتماعي أنهم من مختلف الأطياف السياسية، فعنفوان هذا الرجل ومقارعته للمحتل جعله رقما صعبا بين الناس ووحدهم وداروا خلافاتهم السياسية معه.

حالة من الهلع أصابت دولة الاحتلال، فكيف لهذا الرجل أن يتحدى وزير حربهم، ويصفع قادتهم بعدم رضوخه لتهديداتهم؟.

لم يكتف سنوار غزة بتهديداته، بل ظهر وهو يجلس على كرسي يضع رجلا على رجل فوق ركام بيته الذي قصفته الطائرات الحربية، ومع ذلك انهالت التحليلات الإسرائيلية بحثا عن دلالة لوضعية جلوسه.

هذا الرجل الحمساوي المختلف، يحبه الصغير قبل الكبير ليس "تسحيجا" ولا خوفا من قوة شخصيته بل لأنه يشبه الناس ببساطته وطريقة لباسه وكرم أخلاقه، تلمس فيه العاطفة المفرطة مع أهالي الشهداء والثوار، رغم أنه "الهيبة" في الميدان.

 

 

 

 

البث المباشر