بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحركات مكثفة لإفشال الحكومة التي أعلن خصومه أنهم توصلوا إلى اتفاق لتشكيلها وسموها "حكومة التغيير"، وشكك في قدرتها على مواجهة ما سماها "الضغوط الأميركية"، في حين أعلنت الولايات المتحدة دعمها المطلق لرئيس وزراء إسرائيل أيا كان.
ونقل موقع أكسيوس (Axios) عن مصادر مطلعة أن نتنياهو قال لأعضاء كتلته اليمينية وقادة المستوطنين، خلال اجتماع أمس الخميس، إن رئيس الوزراء المكلف نفتالي بينيت لن يكون قادرا على مواجهة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن إيران أو صد الضغوط الأميركية بشأن القضية الفلسطينية.
حكومة التغيير
وزعم نتنياهو خلال الاجتماع أن بينيت سيرضخ إذا ما طالبت الولايات المتحدة بتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية، وتساءل عما إذا كان بينيت سيتمكّن من منع إيران من امتلاك سلاح نووي حتى لو كان ذلك قد يتسبب في توترات مع إدارة بايدن.
وكان زعيم حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد أعلن مساء الأربعاء نجاحه في تشكيل حكومة بالتعاون مع زعيم حزب "يمينا" نفتالي بينيت.
وقد أبلغ لبيد الرئيس رؤوفين ريفلين بنجاحه في تشكيل حكومة يتناوب على رئاستها مع بينيت، الذي سيتولى المهمة أولا.
وسيشارك في الحكومة الجديدة -التي تطوي 12 عاما متواصلة من حكم نتنياهو- أحزاب "هناك مستقل" (وسط) بـ17 مقعدا من أصل 120 بالكنيست، و"يمينا" (يمين) بـ7 مقاعد، و"العمل" (يسار) بـ7 مقاعد، و"أمل جديد" (يمين) بـ6 مقاعد، و"أزرق أبيض" (وسط) بـ8 مقاعد، و"ميرتس" (يسار) بـ6 مقاعد، والقائمة العربية الموحدة بـ4 مقاعد، و"إسرائيل بيتنا" (يمين) بـ7 مقاعد
منع الثقة
ويسعى نتنياهو لحشد الدعم من أجل منع حصول "حكومة التغيير" على الثقة في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، وحض النواب اليمينيين على عدم التصويت بالثقة للحكومة الجديدة، التي وصفها بـ"اليسارية الخطيرة".
كما دعا نتنياهو قادة المستوطنين وتحالف أحزاب العنصريين ونواب حزبه إلى اجتماع طارئ أمس الخميس من أجل وضع خطة لإفشال حكومة خصومه قبل عرضها على الكنيست لنيل الثقة، حيث لم يتم بعد تحديد موعد لذلك.
وقالت مصادر إسرائيلية إن: نتنياهو يريد ممارسة ضغوط والتحرك في محاولة لتحريض نواب من حزبي "يمينا" و"أمل جديد" اليمينيين -المشاركيْن في الحكومة الجديدة- ضد محاولة تغيير رئيس الكنيست الحالي ياريف لافين المقرب من نتنياهو، وأيضا عرقلة حصول هذه التوليفة -المشكلة من 8 أحزاب مناهضة له- على الثقة في الكنيست عند عرضها".
وأضافت المصادر أن نتنياهو يمارس حملة تحريض وتهديد بوصف الحكومة بأنها يسارية خطيرة على إسرائيل، ويتهم قادة أحزاب اليمين المشاركين فيها بخيانة اليمين الذي يتزعمه.
الدعم الأميركي
من جهة أخرى قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أمس الخميس إن دعم الولايات المتحدة القوي لإسرائيل سيستمر بغض النظر عن أي تغيير في حكومتها.
وأضاف "بغض النظر عما سيحدث وأي حكومة سيتم تشكيلها، فإن دعمنا الراسخ والقوي لإسرائيل باق".
وبدوره قال البيت الأبيض أمس الخميس إن إسرائيل ستظل شريكا إستراتيجيا مهما للولايات المتحدة، وذلك ردا على سؤال عما إذا كانت سياسة أميركا ستتغير إذا نجح خصوم نتنياهو في تشكيل حكومة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في إفادة صحفية اعتيادية إن التشكيل السياسي للحكومة الجديدة في إسرائيل أمر يعود إلى الأحزاب المشاركة فيها.
وأضافت "إسرائيل ستظل شريكا إستراتيجيا مهما، شريكا نرتبط معه بعلاقة أمنية دائمة، وهذا سيستمر".
وفي السياق ذاته تلقّى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أمس الخميس خلال لقائه في واشنطن مسؤولين كبارا تطمينات بدعم أميركي لرئيس وزراء إسرائيل المقبل كائناً من كان.
المصدر : الجزيرة + وكالات