الرسالة نت -رامي خريس
لم تفلح أجهزة سلطة فتح بتحقيق الأمن في الضفة الغربية بقدر ما برعت في فبركة القصص الكاذبة وتلفيق تهم لبعض الشبان ومحاكمتهم بقضايا لا علاقة لهم بها ، فتارة يقولون أنهم ضبطوا مخزناً للأسلحة ومرة أخرى يتهمون حماس بمحاولة تدبير "انقلاب" في الضفة، وآخر تقليعات تلك الأجهزة نشر أخبار عن ضبطهم لخلية تابعة لحماس في نابلس تخطط لاغتيال محافظ المدينة، وفي إطار حملتهم الشعواء على مناصري الحركة أقدمت تلك الأجهزة على اعتقال المربية تمام أبو السعود وربطت عملية الاعتقال بموضوع الخلية آنفة الذكر.
تلفيق وفبركة
وأقدمت أجهزة سلطة فتح في أوقات سابقة على تلفيقات مختلفة كتلك التي تتعلق بموضوع الخلية المزعومة ، وسابقاً في غزة قالوا أن حماس أعدت نفقا لاغتيال رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس ، وقبل ذلك بسنوات وفي زمن الراحل ياسر عرفات ادعى جهاز المخابرات انه ضبط خلية لحماس تخطط لاغتياله وعرضوا في مؤتمر صحفي بعض المعتقلين لديهم قالوا أنهم يجمعون معلومات عن تحركاته. وبعد أيام جرى إطلاق سراحهم!.
وكل عملية تلفيق أو فبركة من هذا النوع كان لها أهدافها ، ويبدو أن الحديث عن "خلية نابلس" يأتي ليبرر إجراءات وممارسات السلطة في الضفة وعمليات الاعتقال اليومية بحق قادة حماس وعناصرها ومناصريها التي وصلت إلى حد اعتقال السيدات وتعذيبهن كما يفعلون الآن مع المربية أبو السعود ، لا سيما أن صورة السلطة في الضفة تضررت كثيراً في الفترة السابقة بسبب تواصل إجراءاتها تلك وربطها بعمليات التعاون والتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي ، وبدأوا يبحثون عن حجة لتبرير الاعتقالات في محاولة لإبعاد ربطها بمطالب الاحتلال ومتطلبات التنسيق الأمني فلجأوا إلى تلفيق قضية "خلية نابلس" للقول "أن أجهزة السلطة تدافع عن نفسها وعن المواطنين في الضفة من حماس التي تريد نشر الفوضى" .
ممارسات مكشوفة
ومع كل عمليات الخداع والحيل التي تلجأ لها هذه السلطة لتبرير ما تقوم به إلا أن إجراءاتها على الأرض لا يمكن أن تغطيها فبركات وقصص كاذبة فالاعتقالات بلغت حداً أصبح لا يطاق ، فالأعداد الذين جرى اعتقالهم أصبحوا بالمئات بل هناك آلاف وردوا المعتقلات وخرجوا منها ، ناهيك عن التعذيب الذي يتعرضون له ، ونقلت مؤسسات حقوق الإنسان شهادات كثيرة في هذا الصدد .
وتنقل "الرسالة نت" هنا رواية وائل البيطار (42عاماً) من مدينة خليل الرحمن الذي قال :"" تم هدم منزلي المكون من طابقين من قبل جيش الاحتلال الصهيوني، واستشهد بداخله الشهيد المطارد القسامي شهاب النتشة، وعلى أثر ذلك تم اعتقالي من قبل جهاز المخابرات وتعرضت لتحقيق قاس جدا مثل الشبح بكل أشكاله كالشبح على الشباك لساعات طويلة والتعليق على باب شبك من حديد بشكل كامل (شبحة الصرصور) والوقوف لساعات طويلة ولا يسمح لي بالجلوس إلا عند الصلاة أو الأكل، والحرمان من النوم لعدة أيام والضرب المبرح على الوجه ".
وقصص كثيرة تكررت مع معتقلين آخرين ، بل وصل الأمر إلى محاكمة سلطة فتح للأسرى القابعين في سجون الاحتلال .
ولم تقتصر الاعتقالات على أبناء حماس بل امتدت لتشمل أبناء فصائل أخرى كحركة الجهاد الإسلامي الذين تعرض بعضهم لتعذيب شديد كما فعلوا مع باجس حمدية وعلاء زيود المعتقلين في سجن جنيد في مدينة نابلس .
لتغطية وتبرير ذلك كله تحاول سلطة فتح اخراج مسرحيات تكون اغلبها مكشوفة ، كما حصل في قضية "خلية نابلس" التي يبحثون عن سيناريوهات إضافية لإقناع جمهور المشاهدين بصدق الرواية.