تصر الأجهزة الأمنية في الضفة المحتلة على استخدام أدواتها "القذرة" في قمع المتظاهرين ضد جريمة السلطة باغتيال الناشط السياسي المعارض نزار بنات وإسكات صوتهم.
وعكف بعض أفراد الأجهزة الأمنية الذين قمعوا الفتيات المتظاهرات في مدن الضفة على سرقة جوالاتهن والحصول على صورهن الخاصة، ومنهم من وصل إليها من خلال الاختراق الالكتروني لهواتفهن.
ابتزاز الأجهزة الأمنية للفتيات كان حاضرا من خلال تناقل صور خاصة لهن عبر مجموعات خاصة بالواتساب، بهدف تشويه مشاركتهن في الاحتجاج، ونسج قصص مفبركة بينهن وبين شبان.
الصحفي علاء الريماوي يعلق على ابتزاز الفتيات بالقول: " أذكر في إحدى سنين الاعتقال جاء شاب فتحدث مع مسؤول فتح في سجن رام الله مصارحا له بأنه تم تصويره مع فتاه كي يرتبط مع الاحتلال، فرد عليه: قول للمحقق ينشر وما تخاف المهم ألا تصبح مع عدوك"، وحينها لم ينشر الاحتلال الصور.
وفي منشور له عبر فيسبوك يضيف الريماوي: "اليوم شاهدت صورا محزنة ومخجلة، ينشرها الفلسطيني عن عرضه، وشاهدت استخدام صور من الاعراس الخاصة "يا حيف".
وتساءل الريماوي: متى كانت خصوصيات الناس والتحريف عنهم والكذب عليهم أداة للاستخدام الداخلي، فأكثر الناس قبحا أولئك الذين يترصدون عورات الناس، موجها رسالته الى الشرفاء قائلا: حافظوا على ما تبقى لنا من وجه نستطيع من خلاله النظر إلى بعضنا.
وتعقيبا على أفعال السلطة المشينة قالت الكاتبة لمى خاطر: رحم الله نزار الذي كان يقول إن هذه السلطة غير مؤتمنة على أي شيء! وها هي اليوم تنحدر إلى مرحلة تشويه سمعة الناس واتهامهم في أخلاقهم ووطنيتهم، مسقطة أمراضها عليهم.
وقالت خاطر في منشور لها عبر فيسبوك: السلطة لم تجد لهذه المهمة المنحطة غير ضباط المخابرات، الذين ينشرون الفبركات والاتهامات عبر صفحاتهم، مع أن الأصل أن يكون الجهاز الأمني أميناً على ما لديه من معلومات، هذا على افتراض أن ما يبثه منها صحيحا، فكيف حين يكون كذاباً مدلساً، وممتهناً أعراض الناس، ومستغلاً موقعه لإيهام البسطاء بصحة ما يطلقه من شائعات؟!".
ولفتت خاطر الى أن ابتزاز الفتيات وسيلة رخيصة لإسكات الناس، ولن تفلح في ذلك، لكنها تكشف حجم الانهيار الأخلاقي في منظومة السلطة!
من جهته نصح الدكتور كامل أبو ماضي بأنه يفترض على العقلاء أن يمنعوا مثل هذه السلوكيات المشينة التي تتشابه مع سلوكيات المخابرات الصهيونية وشعبنا يعرف ذلك جيداً.
وقال أبو ماضي الذي شغل منصب وكيل وزارة الداخلية في غزة سابقا، عبر صفحته على فيسبوك: على أولياء الأمور أن يناصروا بناتهم ويتعاملوا مع أي صورة تنشر لأي فتاة على أنها محاولة اسقاط صهيونية بيد محسوبة على أهل فلسطين، وهم براء منها، ومحاربة هذا السلوك بكل الاساليب.
ودها لاتخاذ المقتضيات القانونية سواء على المستوى المحلي أو المستوى الخارجي، وملاحقة الفاعلين وذلك من خلال ضرب حساباتهم والابلاغ عنها، وملاحقتهم عشائرياً.