غزة - مها شهوان – الرسالة نت
أجمع محللون سياسيون على أن الورقة المصرية ليست مؤصلة لمساعدة الأطراف الفلسطينية لإنهاء الانقسام وإعادة اللحمة الوطنية لشطري الوطن وذلك لوجود العديد من الإشكاليات بالورقة.
كما أكدوا على أن الضمان الوحيد لنجاح الورقة بان يخلص الطرفان في تنفيذها والذهاب للمصالحة بنوايا صادقة وأهداف وطنية.
*مصالحة كاملة
من جانبه أكد المحلل السياسي مؤمن بسيسو على ان الورقة المصرية ستكون أفضل من الإتقافيات السابقة وذلك لان الأطراف الفلسطينية الداخلية المختلفة تعيش أزمة ملحة تحتاج إلى تكتيك فوري، مشيرا إلى ان الورقة ليست متكاملة أو نموذجية لأنه يوجد في إطارها الكثير من الخلل والثغرات من شأنها ان تقود للعديد من الإشكاليات في المرحلة المقبلة التي ينتظر فيها لتطبيق بنود هذه الورقة على ارض الواقع.
وبين أن الورقة تتشكل من العديد من النصوص العامة وتفتقد للآليات التنفيذية الدقيقة التي تفكك كافة الملفات العالقة المتسببة في نشوب أزمة داخل الصف الفلسطيني.
من جهته لفت المحلل السياسي طلال عوكل إلى ان هناك فرق بين التوقيع وتحقيق المصالحة، فالتوقيع لا يعني ان الأمور تتجه نحو المصالحة لان الورقة المصرية ليست مؤصلة لمساعدة الأطراف لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، مدللا على ذلك بان لغة الواقع والممارسات اليومية هي لغة انقسام وليست مؤشرا للقول بأن الأطراف تتجه لإنهائه ، لذلك لابد أن يكون التفاؤل بنجاح الورقة حذرا.
وكانت كل من حركتي فتح وحماس قد وقعتا في وقت سابق على اتفاق مكة في فبراير 2007، برعاية خادم الحرمين الشريفين والتي نصت بنوده على حرمة الدم الفلسطيني، واتخاذ كافة الإجراءات والترتيبات التي تحول دون ذلك ، والتأكيد على أهمية الوحدة الوطنية ،إلى جانب اعتماد لغة الحوار كأساس وحيد لحل الخلافات السياسية في الساحة الفلسطينية.
وباءت الاتفاقية بالفشل خاصة مع عودة المناكفات السياسية من جديد بين الطرفين.
وحول كيفية تنفيذ الورقة من قبل الطرفين على ارض الواقع ذكر عوكل بان التوقيع على الورقة سيتم من قبل الفصائل الفلسطينية التي بتوقيعها تعلن موافقتها على المصالحة، وان الإعلان الرسمي للمصالحة وبدء التنفيذ سيتم بعد عيد الأضحى، مضيفا ان المسافة الزمنية بين التوقيع وإعلان المصالحة يفترض أن يتم فيها تبديل المناخات السلبية القائمة بالمناخات الايجابية عبر إجراءات من اجل تحضير الميدان للمصالحة.
وأشار إلى ان الجانب المصري وجامعة الدول العربية سيتابعون تنفيذ هذه الورقة وتحضير المناخات من اجل تنفيذها.
ووافقه الرأي بسيسو قائلا: المصريون سيدفعون بكامل ثقلهم لتنفيذ الاتفاقية ، لكن محاولتهم ستصطدم بالوقائع السياسية والميدانية التي ترسخت وتكرست طيلة الفترة الماضية التي عقبت الحسم العسكري، إلي جانب الوقائع التي تكرست في الضفة الغربية خاصة فيما يخص المشروع الأمني الذي يقوده دايتون.
*الضمان الوحيد
وبحسب بسيسو فأنه سيكون هناك حلحلة في بعض ملفات وتعثر في ملفات أخرى ،إضافة إلى انه سيكون هناك أيضا أرضية يتكئ عليها المصريون فيما يتعلق بملف المصالحة، معتبرا ان هناك ملفات على درجة عالية من الصعوبة تحتوي على الكثير من التناقضات للفصائل الفلسطينية.
وأوضح بأنه لا يتوقع حدوث اختراقات جوهرية على صعيد المصالحة مما يقود إلى مرور الوقت سريعا حتى موعد الانتخابات العام المقبل، مشيرا إلى ان هدف حركة فتح من الإقبال على توقيع الورقة هو بلوغ موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية أملا في استعادة الحكم والقضاء على حكم حماس.
وأكد عوكل على ان الضمان الوحيد لنجاح الورقة هو أن يخلص الطرفان في تنفيذها والذهاب للمصالحة وبذل إرادة حقيقية لإنهاء الانقسام وغير ذلك لا يغير الواقع ، موضحا بأنه لا يعتقد سيكون هناك التزام وذلك لان النوايا غير صادقة والإرادة غير متوفرة والورقة غير مرضية لما فيها من مشكلات كثيرة واعتراضات ليست بقليلة بالنسبة للطرفين.
في الوقت ذاته أضاف بسيسو بان الإرادة الوطنية الخالصة هي الصفة الأساسية التي تكفل تطبيق الورقة المصرية وضمان رؤية المصالحة الفلسطينية للحوار،مبينا بأنه بدون هذه الإرادة لا يكون هناك تطبيق الفعلي على راض الواقع وذلك لان التجارب السابقة أثبتت بأنها كانت لتلبية احتياجات فصائلية ليس أكثر.
وحول التصعيد الإعلامي قال بسيسو :"لا أتوقع ان التصعيد الإعلامي يمكن ان يشحن الأجواء على مجريات الأمور ،لأنه في نهاية المطاف يقتضى على الطرفين ان يوقعوا لإنهاء الانقسام"، منوها انه لابد وان تكون المصالحة مشفوعة بإرادة وطنية كاملة وليست مرتبطة بمصالح شخصية.
وخالفه عوكل الرأي قائلا:" يلعب الإعلام دورا مصيريا لحد كبير لأنه يعكس ما يحدث ويفعله الطرفان وبالتالي هذا مؤشر على ان الأحوال ليست جيده "، داعيا كافة المسئولين من كلا الطرفين بوقف التصريحات الصعبة التي تسبب مشاحنات هم في غنى عنها.
وأضاف بأنه لن يتغير شيء بعد توقيع الورقة لأننا مازلنا نتابع لغة الانقسام، داعيا الأطراف السياسية بان تبادر باتخاذ إجراءات تحسين الثقة .
بينما بسيسو بين بان المصريين سيحاولون تنزيل الملفات التي تم التوافق عليها بحدها الأدنى على ارض الواقع بشكل تدريجي لحل الإشكاليات ،لافتا إلى انه لا يتوقع ان الجهود المصرية ستنجح في إطار محاولتها لتطبيق كامل لكافة بنود الورقة لأنه سيواجهها العديد من الإشكاليات ، لاسيما في بعض الملفات خاصة الملف الأمني .