قائد الطوفان قائد الطوفان

خطاب عباس في الأمم المتحدة.. تمثيل هامشي لصوت واهن  

خطاب عباس في الأمم المتحدة.. تمثيل هامشي لصوت واهن  
خطاب عباس في الأمم المتحدة.. تمثيل هامشي لصوت واهن  

غزة- شيماء مرزوق

 يتخلف رئيس السلطة محمود عباس هذا العام عن حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي افتتحت دورتها العادية الـ76 في 14 سبتمبر، وستُعقد نقاشاتها في المدة من 21 الى 27 سبتمبر 2021.

ورغم حرص عباس المستمر على حضور الاجتماعات وإلقاء خطابات رنانة في كل عام، إلا أنه قرر الاكتفاء بإرسال خطاب مسجل، بسبب كورونا كما قال وزير الخارجية رياض المالكي.

وأضاف المالكي في تصريحات للإذاعة الرسمية (صوت فلسطين): "قرر الرئيس عباس عدم السفر إلى نيويورك هذا العام والاكتفاء بتسجيل خطابه عبر الفيديو، بحيث سيتم نقله وبثه في الرابع والعشرين من هذا الشهر".

وتابع: "كما تعلمون ظروف جائحة كورونا في الأمم المتحدة ليست بالسهلة والأوضاع في مدينة نيويورك تحديداً صعبة".

ولم يقدم المالكي تفاصيل عن الخطاب أو تلك القضايا التي سوف يتحدث عنها، رغم الحملة الإعلامية التي كانت تسبق سنوياً خطاب عباس، والتي كانت تصاحبها توصيفات مثل خطاب القنبلة، تلك القنبلة التي غالباً ما تكون بلا بارود، ولا يُسمع لها صدى انفجار في القاعة حيث يغفو معظم الحضور عادة أثناء خطاب عباس.

ورغم حرص عباس الشديد على حضور اجتماعات الأمم المتحدة، إلا انه يتخلى عن الحضور خشية على وضعه الصحي المتدهور أصلا، فالرئيس ابن 87 عاماً يعاني أمراضا عديدة، خاصة أمراض الكبر، وبدأت تظهر عليه علامات الخرف، وقلة السمع ويجري فحوصات دورية ويتلقى عناية طبية خاصة.

كما يحرص المحيطون به على عدم سفره أو حضوره اجتماعات أو عقد لقاءات في مكتبه برام الله خشية إصابته بفايروس كورونا، إلى جانب أن السفر والحديث لفترات طويلة بات يرهقه صحياً.

ومن المعروف أن عباس لا يحضر اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أو مركزية فتح منذ فترة طويلة ويرسل من ينوب عنه، ويصدر قراراته ومراسيمه دون أن يسمح بنقاشها.

ويحاول المحيطون به المحافظة على الوضع الراهن ويخشون من المزيد من التدهور في حالته الصحية، خشية انقلاب الأوضاع السياسية في المشهد الفلسطيني قبل إتمام الترتيبات لمرحلة ما بعده، خاصة ماجد فرج وحسين الشيخ اللذين باتا من يتحكم بقرار السلطة.

ومن المرات القليلة التي سافر فيها عباس منذ بدء جائحة كورونا كانت الشهر الماضي حينما حضر القمة الثلاثية التي جرت في القاهرة، وجمعته بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني، وجاءت ضمن الترتيبات الأمريكية للمنطقة بعد زيارة ويليام بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية، إلى القاهرة ورام الله وتل أبيب مطلع أغسطس.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، في حينه أن القمة تستهدف تنسيق المواقف قبيل توجه عباس إلى الأمم المتحدة.

الغريب أن عباس ومن حوله يصرون على تصدير عباس وحده من خلال الخطاب المسجل، وعدم إرسال مندوب عنه كما تجري العادة في حالة غياب الرؤساء، ولم يرسل رئيس الحكومة محمد اشتيه، وهذا مرده لرفض فرج والشيخ لممارسة اشتيه أي دور سياسي أو إظهاره كمندوب أو نائب للرئيس.

ويخوض الرجلان صراعاً كبيراً مع اشتيه وغيره من قيادات فتح، لضمان استمرار استحواذهما على قرار السلطة.

من ناحية أخرى فقد مل المجتمع الدولي من عباس الذي يخطب في الأمم المتحدة سنوياً مكرراً العبارات والمواقف ويرفض أي تغيير أو تحريك للملف الفلسطيني على الأرض، كما يتجاهل كل التغييرات المهمة التي جرت خلال العام.

وأثبت الشعب الفلسطيني خلال الفترة الماضية أنه قادر على التغيير والضغط على الاحتلال، إذا ما توحد خلف مقاومة الاحتلال، وذلك كان جلياً خلال معركة سيف القدس التي وقف فيها الشعب في كل أماكن تواجده في خندق واحد، ما عدا السلطة التي ظهر جلياً أنها لا تعبر عن الشعب الفلسطيني ولا تمثله سواء في الداخل أو الخارج وأراضي 1948 التي تخلت عن مواطنيها.

ويأتي الخطاب المسجل لعباس في ظل تردي أوضاع السلطة التي ظهرت ضعيفة ومهمشة خاصة عقب موجة الاحتجاجات التي خرجت في الضفة ضدها، بعد اغتيال المعارض السياسي نزار بنات.

من ناحية أخرى يعاني عباس من فشل مشروعه السياسي وغياب أي أفق في هذا المجال، رغم استجدائه لقاءات المسؤولين في حكومة الاحتلال، والذي قوبل بالكثير من الإهانة عقب رفضهم الجلوس معه، حيث صرح رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت أنه لن يجلس مع عباس ولا يوجد داعٍ لذلك.

كما صرح وزير مالية الاحتلال أفيغدور ليبرمان، أنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق مع عباس، معتبراً أن "التعاون الأمني مع السلطة مصلحة مشتركة، لكن من غير الممكن التوصل إلى تسوية سياسية".

البث المباشر