نفى تقرير صحفي أن يكون جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قد نفذ عملية "تضليل" باقتحام مخيم جنين بقوات معززة، بهدف "خداع" فصائل المقاومة، وذلك تزامنا مع عملية اعتقال الأسيرين أيهم كممجي ومناضل انفيعات في الحي الشرقي في المدينة.
وعلى صلة، ذكرت القناة 13 العبرية أن الأسير مناضل انفيعات نجح بالوصول إلى جنين بعد نحو 48 ساعة من فتحة الجدار الفاصل شمال غربي محافظة جنين، وتحديدا قرب بلدة سالم، أي قبل نحو 24 من وصول أيهم كممجي، الذي أكد لمحاميه في وقت سابق اليوم أنه دخل إلى جنين بعد ثلاثة أيام من تنفيذ العملية ومكث في المخيم نحو 11 يوما.
وبثت القناة 13 فيديو قالت إنه يوثق توجه انفيعات إلى جنين عبر فتحة الجدار قرب سالم بعد 48 ساعة من تنفيذ عملية الجلبوع، وقد كان برفقة "أحد مساعديه"، كما بتث القناة فيديو يوثق تواجد الأسيرين محمود عارضة ويعقوب قادري في الناعورة، وتوجههما من هناك إلى الناصرة، حيث أعيد اعتقالهما فجر السبت 11 أيلول/ سبتمبر الماضي. وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد ادعت في وقت سابق أمس أن جيش الاحتلال نفذ عملية "تضليل" مزعومة، وذلك عبر "استنفار قوات عسكرية كبيرة وإقحامها إلى مخيم جنين ومحيطه ومناطق أخرى في المدينة، وذلك بهدف تشتيت انتباه فصائل المقاومة من أجل اعتقال الأسيرين من خلال عملية سرية وتجنب الإصابات في صفوف قوات الاحتلال".
وشددت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") على أن عملية الاعتقال لم تشمل عملية "تضليل"، وذكرت أن القوات الخاصة التابعة لـ"يمام" و(الشاباك) تستعد منذ أربعة أيام لتنفيذ عملية اعتقال بحق أحد الأسيرين في جنين، وامتنعت عن ذلك لتواجد الأسير برفقة مسلحين في المخيم، الأمر الذي كان سيؤدي إلى اندلاع اشتباك مسلح خلال عملية الاعتقال قد يوقع قتلى أو ضحايا في صفوف قوات الاحتلال. وأشارت القناة إلى أن قوات الاحتلال فضلت انتظار "فرصة أفضل لضمان مكان أكثر أمنا لقواتها خلال عملية الاعتقال".
ووفقا لمراسل الشؤون العسكرية للقناة، روعي شارون، فإن قوات الاحتلال استعدت لعملية "تضليل" تنفذها إذا ما اضطرت لاقتحام مخيم جنين لاعتقال أحد الأسيرين. وقال إن عملية "التضليل" المذكورة تشمل "محاولة خداع لدفع الأسير لمغاردة المخيم"، وقال إن القوات المعززة التي تواجدت في محيط مخيم جنين خلال عملية اعتقالات، عملت على "تحييد التهديدات التي قد تصدر من المخيم، وعزل مكان تنفيذ عملية الاعتقال عن هذه التهديدات". وأوضحت القناة أن المعلومات الاستخباراتية التي نفذت على أساسها عملية الاعتقال الليلة الماضية، تحدثت عن أسير واحد، بينما كانت المعلومات حول الأسير الثاني غير مؤكدة، خصوصا المعلومات المتعلقة بمكان تواجده، حيث لم تعرف قوات الاحتلال على وجه اليقين إذا ما كان الأسيران يتوجدان في مكان واحد. ووفقا لتقديرات أجهزة أمن الاحتلال، فإن السبب الذي دفع أحد الأسيرين (في إشارة إلى كممجي) بمغادر المخيم والسبب الذي دفع الأسير الآخر في الاختباء خارج المخيم (في إشارة إلى انفيعات)، هو حقن الدماء ومنع اشتباك مسلح عنيف قد يسفر عن وقوع ضحايا ولـ"رغبتهما في البقاء على قيد الحياة"، على حد مزاعم القناة. كما ذكرت "كان 11" أن الأسير انفيعات كان يخوض مفاوضات متقدمة مع النيابة العسكرية الإسرائيلية للتوصل إلى "صفقة ادعاء"، وكان من المقدر أن "يتم إطلاق سراحه في غضون بضعة أشهر"، وقالت إن النيابة العسكرية تتهم انفيعات بـ"تهريب معدات عسكرية والاتجار بالأسلحة"، علما بأن الشاب الأسير انفيعات من محرري صفقة "وفاء الأحرار" (المعروفة أيضا بصفقة شاليط).
ووفقا للرواية التي أوردتها "كان 11"، في وقت سابق، الأحد، فإن كممجي وانفيعات تواجدا في منزل أحد أقرباء أحدهما، والذي ساعدهما في عملية الاختباء. وأشارت القناة إلى أن "انفيعات رُصد في جنين الأسبوع الماضي، واختبأ في منزل بمخيم جنين وخلال الأيام الأخيرة انضم إليه أيهم كممجي". وذكر التقرير أن أجهزة الاحتلال "تلقت، الليلة الماضية، معلومات استخبارية وصلت إلى الشاباك تفيذ بأن الأسيرين خرجا من مخيم جنين ويمكثان في منزل شرق المدينة وتقرّر اعتقالهما خشية أن يعودا إلى المخيم".
ولفت التقرير إلى أن تقديرات تلك الأجهزة أشارت إلى أن دخول قوات الاحتلال إلى جنين يمكن أن يكون مصحوبا بتبادل إطلاق نار مع مسلحين، وسقوط قتلى من القوات. وبحسب التقرير، فإن قوات الاحتلال شرعت بتنفيذ العملية فور وصول هذه المعلومات، وقررت اعتقال كممجي وانفيعات من أحد المنازل الواقعة شرقي جنين، لكن أثناء تحرك القوات وردت أنباء عن تواجد الأسيرين في منزل آخر مجاور وتم توجيه القوات إلى هناك. المصدر : عرب 48