نشر الصحفي الفلسطيني المقيم في أمريكا محمد دلبح، ما قال إنها خفايا مؤتمر أربيل الذي انعقد في العراق وحمل معه “المشروع التطبيعي” في رعايته ومضمونه، مشيراً إلى الدور الإماراتي في هذا المؤتمر التطبيعي.
وتحت عنوان “السلام والاسترداد” يقول الكاتب الفلسطيني هناك ” أيادٍ أمريكية – إسرائيلية – إماراتية تعبث بالمجتمع العراقي وأمنه وثقافته وخياراته السياسية والاستراتيجية في المنطقة.
أشرفت على المؤتمر بشكل رئيسي مؤسسة “مركز اتصالات السلام” المملوكة من أمريكي يهودي من أصول عراقية هو جوزيف برداي، التي أسسها عام 2017 وانطلق عملها في العراق عام 2019.
لكن اللافت ان الرجل الظل للمؤسسة هو مستشار وصهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، جاريد كوشنير كما انه رجل أعمال ومستثمر أمريكي يهودي، وهو عرّاب اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية وما يسمّى “عمليات السلام في الشرق الأوسط” و”اتفاقيات ابراهام”، ويعاون المؤسسة فريق تمويلي من رجال الاعمال الخليجيين ويشرف عليهم مباشرة سفير الإمارات في الولايات المتحدة يوسف العتيبة.
وتستهدف هذه المؤسسة الشعوب والمجتمعات العربية والمسلمة وتعمل في 15 بلداً عربياً على التطبيع، وإدخال فكره عبر البرامج الثقافية والتربوية والمناهج المدرسية والعمل في الفضاء الافتراضي ومجالات التواصل الاجتماعي على بناء وتنشئة الكوادر والمؤثرين الداعين للـ”للسلام وثقافة التطبيع”، والمناصرة القانونية للنشطاء الذين يلاحقون بسبب هذا الفكر، والدعوة الى محاربة من يرفض التطبيع.
كما تعمل على التواصل مع جماعات الضغط في الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسية لتقديم وإقرار تشريعات تفرض التطبيع وتجرّم مقاطعة “إسرائيل”، بالإضافة الى تأسيس كيانات تحت إطار “المجلس العربي للتكامل الإقليمي”، يشبه البرلمانات الشعبية، وأعضاؤه من المثقفين والناشطين الاجتماعيين وقيادات من المجتمع المدني ورجال أعمال ممن يؤيدون التطبيع ويدافعون عنه ويدعمونه.
وبناء على ذلك، يُعتبر هذا المؤتمر مقدّمة تأسيسية لإطلاق الفرع العراقي من هذه البرلمانات التطبيعية، وقد برز ذلك من خلال الموضوعات التي تطرق اليها.
هدفت مضامين هذا المؤتمر الى حشد ما يمكن من قيادات وفعاليات وقيادات مجتمع مدني لإطلاق المشروع الذي كان سيطلق عليه اسم “Alliance for IRAQ” على غرار المشروع اللبناني الذي تديره الباحثة اللبنانية حنين غدار (زميلة أولى في معهد واشنطن ومستشارة لمركز اتصالات السلام) وبشراكة أساسية مع الصحافي نديم قطيش والمحامي مجد حرب، والذي يطلق عليه اسم “Alliance for Lebanon” ويعني “التحالف من أجل لبنان” والمشروع يعّرف بنفسه على انه “شراكة فريدة تعتمد على مدخلات أعضائها والاهتمامات المشتركة”، وقد دخل المشروع تحت غطاء مكافحة الفساد، والاستفادة من الانتشار اللبناني في الخارج، كما الحد من الطائفية وتحقيق السلام للبنان، ويحدد أهدافه وهي التعليم والتثقيف، المناصرة التواصل، مكافحة التضليل، و اجراء الأبحاث.
بالإضافة الى اعلان المؤتمر عن وثيقة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي المسماة “وثيقة العهد العراقي الابراهيمي” وادعاء السلام ووحدة الأديان ونبذ العنف الاسلامي اليهودي ودراسة الحكم وشكل الدولة في العراق والدعوة إلى فيدرالية عراقية “بتحرر فيها المكونين السني والكردي من سطوة الحكومة المركزية ” في قضية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
وتقدّم خلال المؤتمر العديد من الكلمات والمداخلات من خارج العراق، واللافت كلمة الدكتورة سحر الطائي حيث قالت” نطالب بعلاقات طبيعية مع إسرائيل وبسياسة جديدة تقوم على العلاقات المدنية مع شعبها” وهي تقدّم نفسها على انها مديرة الابحاث في وزارة الثقافة في بغداد. كما مداخلة الكترونية من جيمي بيريز نجل رئيس وزراء الاحتلال السابق شمعون بيريز الذي ألقى كلمة بالعبرية.
وكان المؤتمر قد انعقد بتاريخ 24-9-2021 في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراقي وجرت أخذ الموافقة عليه من قبل منظمه وسام الحردان على أنه ورشة عمل بتنظيم من عدد من المنظمات المجتمع المدني العراقي والشخصيات العشائرية وضباط سابقين ووجوه من المجتمع المدني العراقي وفعاليات من 6 محافظات عراقية لدراسة ” مفاهيم التعايش وتطبيق أسس الفيدرالية في العراق على ضوء الدستور العراقي الدائم، وعقبه أصدر مجلس القضاء الأعلى في العراق مذكرات توقيف بحق الأشخاص المشاركين.
وحاول وسام الحردان رئيس “صحوة العراق”، التنصل من البيان الذي دعا فيه، الجمعة، إلى التطبيع مع إسرائيل خلال مؤتمر أقيم في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
وسام الحردان، وبعد الضجة الكبيرة التي أحدثها حاول في تصريحات لشبكة رووداو الإعلامية، التنصل من البيان الذي ذكر ناشطون أن الإمارات هي من ورطته فيه عبر أذرعها هناك، بقوله إنه دعا في “مؤتمر السلام العالمي” إلى “منح العراقيين من مختلف الديانات بما في ذلك اليهود، جنسياتهم المصادرة منهم وليس التطبيع”.
مضيفا: “نحن كشعب، مع عودة كل عراقي الى وطنه، أما قرار التطبيع فيبقى حكوميا”.
وتابع:”كفى خوضا للحروب، فقدنا كل عزيز وغال، وفقدنا كل ما نملك، وكل شعوب المنطقة تعاني من الحروب والدمار”.
وأحرج ناشطون وسام الحردان بعد هذه التصريحات وأثبتوا كذبه، عقب تداول مقطع فيديو من المؤتمر المقصود يظهر فيه الحردان وهو يدعو إلى انضمام بلاده إلى “اتفاقات إبراهيم”، والتطبيع مع إسرائيل بشكل صريح، على عكس ما صرح به.