قائد الطوفان قائد الطوفان

لخشيته من عمليات مماثلة.. شبح أبو شخيدم يلاحق الاحتلال

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت– مها شهوان

العملية النوعية التي نفذها المقدسي فادي أبو شخيدم قرب باب السلسلة في البلدة القدية بمدينة القدس المحتلة، أرعبت الاحتلال ودفعته لرفع حالة التأهب والاستعداد خوفا من موجة عمليات مستلهمة يقودها الشباب المقدسي.

العمليات البطولية التي نفذها أبو شخيدم أعادت للأذهان سلسلة عمليات الطعن الفردية التي نفذها مجموعة من الشبان قبل خمس سنوات مع بداية انتفاضة القدس، لذا رفع الاحتلال حالة القلق والتأهب في صفوف جنوده خشية تنفيذ عملية أخرى.

وتوجد مخاوف إسرائيلية من تفجير الأوضاع في الداخل المحتل والقدس، فوفق ما ذكرته "هيئة البث الإسرائيلي" أن قوات حرس الحدود (الشرطية) رفعت حالة التأهب والاستعداد في القدس، خوفا من موجة عمليات مستلهمة.

وتوقع مسؤول في الشرطة الإسرائيلية أن الوضع قد يتدهور إلى موجة من الهجمات الفردية، مؤكدا أن أجهزة الأمن الإسرائيلية قررت تعزيز القوات الموجودة في المنطقة.

ويعلق رامي أبو زبيدة الباحث في الشأن الأمني والعسكري على عملية القدس التي نفذها أبو شخيدم بالقول: "ما هي إلا ردة فعل طبيعية على ما تمارسه سلطات الاحتلال من عمليات بطش وتنكيل بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم وبحق المقدسات والأراضي الفلسطينية".

ويؤكد أبو زبيدة أن استمرار الاحتلال في تغوله على المقدسات وطرد السكان الفلسطينيين أصحاب الأرض وهدم العقارات وغيرها من ممارسات الاحتلال الاستيطانية، ستدفع بالمزيد من الشباب الفلسطيني للقيام بدوره وواجبه في مواجهة هذه الانتهاكات، فلا يمكن أن يقف الفلسطينيون مكتوفي الأيدي أمام تغول الاحتلال على الأرض والمقدسات.

ويوضح "للرسالة نت" أن عملية القدس تختلف عن سابقتها كون منفذها ليس شابا صغيرا دوما يبرر الاحتلال فعلته بأن لديه ظروف اقتصادية صعبة أو ظروف الحياة دفعته للتخلص من حياته، بل من فعلها هو رجل متعلم له مكانته الاجتماعية الوازنة بين الناس لذا سيكون مثالا يقتدى به وسيدفع الكثيرين لتقليده.

وقال: "عملية القدس ستعطي دافعا لتطوير العمليات البطولية المقبلة، وسيتم تفادي أخطاء العمليات السابقة لذا هناك مخاوف كبيرة لدى الاحتلال من تكرار مثل هذه العمليات كون حب المقاومة هو الدافع لمواجهة ممارسات الاحتلال".

واعتبر أن عمليات المقاومة الفردية تتصاعد في مواجهة جرائم الاحتلال ومستوطنيه، وتشكل هاجسا مخيما لدى قيادة المحتل، لاسيما بعدما فشلوا في توقعها أو الحد منها لعدم اتخاذها الطابع المنظم والهرمي في تشكيل الخلايا سواء اجتماعات أو تنسيق وخلافه والتي من الممكن إحباطها.

وحول ما يميز عملية القدس التي نفذها أبو شخيدم، يرى أبو زبيدة أن درجة الجرأة والتحدي والتخطيط الناجح كونه تلافى رقابة أمن الاحتلال بالكتمان والسرية والاحتياطات الأمنية الفعالة والكفاءة القتالية وهو ما أحدث إرباكا لدى العدو.

وفيما يتعلق بدلالات العملية النوعية، ذكر أنها سجلت نصرا عسكريا وميدانيا على الاحتلال ليس فقط باستهداف مكان محصن، بل بقدرة الشهيد على الوصول إلى عمق هذا الموقع مسلحا، وإصابة أهدافه بدقة وبسرعة فائقة، فاجأت العدو وفاقت كلّ توقعاته وأفشلت احتياطاته الأمنية الكبيرة.

ولفت إلى أن عملية القدس أثبتت فشل سياسة القبضة الأمنية وردع الفلسطيني ووقف بطولات رجال الضفة والقدس.

وختم قوله: "واجب حركات المقاومة استثمار هذه العمليات المتصاعدة وتوظيفها بشكل مناسب يسهم باسترجاع دورها في صدارة العمل المقاوم والبناء عليها وتشييد كيان مقاوم يقف على أسس صلبة".

ومنذ تنفيذ عملية القدس هناك حالة من الاستنفار لدى جنود الاحتلال في البلدة القديمة خشية تأجيج الأوضاع، لذا يترقبون الأوضاع لمنع أي موجة عمليات محتملة.

 

البث المباشر