قال الكاتب والشاعر زكريا محمد إن الأحداث التي شهدتها الجامعات في الضفة مؤخراً في: بيرزيت، نابلس، وجنين، والتي كانت قد سبقتها أحداث طلابية أخرى قبلها في الخليل تنذر بانهيار مجتمعي يتصاعد يوما بعد يوم، ويوشك أن يصل إلى ذروته.
وبين الشاعر محمد في منشور على صفحته على الفيس بوك أن ما يحدث لم يعد غريبا فقد تحطم الإسمنت الذي يوحد الشعب وهي القضية والهدف، مشيرا إلى أنه لم يعد هناك ممثل للفلسطينيين يحمل قضيتهم بل الموجود عصابات تحمل قضاياها الشخصية، أما فكرة (الدولة الفلسطينية) فقد سقطت من التداول عند الناس.
وذكر أنه حين تتفكك القضية، وينتفي الهدف الوطني، ينهار الأمن العام لشعب تحت الاحتلال. ووفق الشاعر محمد فإن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تتضخم، لكن الأمن يفلت وينهار، مؤكدا أن أجهزة الأمن مشغولة بمطاردة كل من يحاول الاحتكاك بالعدو، وكل من ينتقد السلطة أو يعترض على سياستها، و ليست مشغولة بالأمن المجتمعي فعليا.
وأكد أن الانهيار المجتمعي التام بعد الأحداث الجامعية المتتابعة صار ممكنا في أي لحظة، إذ الخطير أن الشباب هو من يصنعها، مستدركا: يصنعها من يفترض أن يكونوا أمل المجتمع والقوة الناهضة فيه.
لافتا إلى أن ما سبق يشير إلى أن أجزاء كبيرة من هذه الشباب غرقوا في العشائرية والقبلية، بسبب غياب الأهداف الكبرى للمجتمع، قائلا: لقد تفتت الهدف الوطني، الذي هو إسمنت كل شيء، فانهار معه كل شيء.
أما السلطة، التي يفترض أنها تمثل المجتمع وغاياته، فليس لها سوى هدف واحد بحسب الشاعر وهو حماية نفسها لا حماية المجتمع وقضيته العليا. وهذا الهدف يتحقق بالتعاون مع العدو.
وكانت الأجهزة الأمنية قد اعتقلت الشاعر زكريا محمد عند دوار المنارة وسط المدينة، بعد قرار تنظيم تظاهرة حاشدة تنديدا باغتيال الناشد السياسي نزار بنات.