قائد الطوفان قائد الطوفان

ويكيليكس والكرمل وفشل مفاوضات

الزوابع السياسية تعري المؤامرات على حماس

الرسالة نت - محمد أبو قمر

ضبطت الزوابع السياسية والجوية التي تشهدها المنطقة مؤشرها مع ذكرى انطلاق حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فبينما كشفت رياح "ويكيليكس" عورة المؤامرة على المقاومة، كانت نيران الكرمل تنخر في جسد الكيان الصهيوني الهش.

وفي ذات الوقت الذي تعرت به مواقف أصحاب مشاريع التسوية الفاشلة، تتوحد ضربات سلطة فتح في رام الله والاحتلال مجتمعة على رؤوس أبناء حماس، بدءا من اعتقال عناصرها والتضييق عليهم مرورا بالتنسيق الامني وليس انتهاءً بإبعاد النواب والقادة.

في ذكراها الثالثة والعشرين تجتمع المتناقضات "رياح ونيران" "وفشل وتنسيق" لتؤكد رواية حماس  وتثبت مواقفها "مؤامرة تحاك ضد المقاومة، والاحتلال وهن، وعلى متبني التسوية الالتفاف على خيار الشعب".

حرائق ويكيليكس

مع كل ذكرى لانطلاقة حماس تكون الساحة الفلسطينية حبلى بالأحداث والمواقف التي تحاول عرقلة مسيرها، لكن الرياح تنسف تلك العراقيل، وتصب في مصلحة المواقف الحمساوية وتثبت روايتها.

الى "ويكيليكس" التي أفرد مؤخرا حيزا للملف الفلسطيني وخصوصا قطاع غزة، حيث كشف في احدى البرقيات أن وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك أبلغ وفداً من الكونغرس الأميركي أن "إسرائيل" أجرت اتصالات مع مصر وسلطة فتح في الضفة قبل شن عملية (الرصاص المصبوب) على غزة 2008-2009، وأبقت على اتصالات معهما طوال تلك العملية.

وركزت وثيقة مسربة على أن رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان أبلغ السفير الامريكي بالقاهرة بأنه إذا سارت المفاوضات بسرعة فقد تضطر حماس للتنازل عن السلطة في غزة خلال ثلاثة أو أربعة أشهر، وكشفت أيضا تعطيل واشنطن للمصالحة الفلسطينية .

تلك الوثائق أكدت ما تكرره حماس دوما بأن هناك "فيتو" أمريكي على المصالحة الوطنية.

وامتدادا للحقائق التي تكشفت مؤخرا، أظهرت النيران التي نشبت في أحراش الكرمل وهن الجبهة الداخلية الصهيونية، رغم هالة الخوف التي أحاطت بدول كثيرة من جبروته.

وفجر الحريق أزمة داخلية في حكومة الاحتلال بعدما أثبت ضعف الجاهزية لحماية ما يسمى بالجبهة الداخلية الصهيونية، ويفتح التساؤلات ماذا لو دكت صواريخ المقاومة المدن الاستراتيجية في الكيان ؟.

ويجمع المراقبون والخبراء على أن صورة "إسرائيل" اهتزت بقوة بعد الحرب الأخيرة على غزة والاعتداء الإجرامي على سفينة مرمرة التركية، مؤكدين أنه لولا الدعم الأمريكي والغربي اللامحدود لدولة الكيان لسقطت منذ زمن ، لاسيما أن استغاثاتها لإخماد حريق في أحراش زراعية يؤكد أنها غير مستعدة لتلقي صواريخ في المدن السكنية.

مواجهة المؤامرات

في ذكرى انطلاقتها ترسخ المؤشرات مواقف حركة حماس المتمسكة بالثوابت والمقاومة، لاسيما في ظل اعتراف أصحاب مشاريع التسوية بفشلها، ووصولهم لطريق مسدودة، بعدما أعلنت واشنطن فشلها في اقناع (إسرائيل)  بتجميد الاستيطان بالضفة والقدس المحتلة من أجل استئناف المفاوضات المباشرة بين الكيان وسلطة رام الله.

وفي سياق متصل لا زالت تواجه حركة حماس في ذكرى انطلاقتها حملة شرسة لاجتثاثها يتفق رجال رام الله والاحتلال على بنودها، فسجون فتح تعج بأبناء ومناصري الحركة، بالإضافة إلى أن أجهزة فتح تتبادل مع الاحتلال الادوار في اعتقال كل من له صلة بحماس.

ولم تكتف رام الله بهذا الحد، فعكفت على اقصاء الموظفين المحسوبين على حماس، واغلاق الجمعيات وتجميد أرصدتها، ومنع النواب الاسلاميين من مباشرة مهامهم.

في حين يضيق الاحتلال الخناق على قادة حماس الذي أبعد مؤخرا النائب المقدسي محمد ابو طير الى مدينة رام الله المحتلة وسحب إقامته في القدس وفرض السجن عليه مع وقف التنفيذ لمدة اربعة اشهر شريطة الا يخالف القانون الإسرائيلي لمدة ثلاث سنوات.

وتضاف تلك الخطوة لمسلسل الابعاد المستمر منذ مرج الزهور قبل ثمانية عشر عاما، والتهديد بإبعاد المزيد من نواب القدس ووزيرها السابق الذين يتمترسون في مقر الصليب الاحمر بالمدينة المقدسية دفاعا عن حقوقهم، ورفضهم للتهجير. 

ثلاثة وعشرون عاما مضت على انطلاق حماس، حملت بين طياتها مؤامرات لا زالت تنسج خيوطها في أروقة كثيرة اجتمعت فيها مصالح عربية ودولية لوأد فكرة الحركة الاسلامية المتنبهة لما يحاك ضدها.

 

 

البث المباشر