وسط أجواء متوترة ومشحونة؛ تأتي المناورة المشتركة التي أعلنت عنها غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، لفحص والتجهز لأي تصعيد أو عدوان محتمل يمكن أن يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة.
هذه المناورة هي الثانية للمقاومة خلال العام الذي يطوي آخر صفحاته هذه الأيام، وشهد المعركة الأبرز "سيف القدس" التي عززت وحدة الأراضي الفلسطينية وفرضت قواعد اشتباك جديدة مفادها بأن القدس والضفة وقطاع غزة أرض واحدة وإن أي اعتداء على المقدسات لعب بالنار واشعال جديد للمواجهة في كل الساحات.
ولعل مناورة الركن الشديد 2 تحمل عدة رسائل في هذا التوقيت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون ويحاول تدنيس المسجد الأقصى باقتحاماته المتواصلة ويترك العنان لقطعان وعصابات المستوطنين للاعتداء على القرى الفلسطينية في الضفة المحتلة.
الرسالة الأبرز التي حملتها هذه المناورة بأن المقاومة بأطيافها المختلفة موحدة في خندق واحد وتواصل التجهيز والاستعداد لأي معركة محتملة على المدى القريب، أو حتى للمعركة الفاصلة ويوم الوعيد على المدى البعيد.
والرسالة الثانية هي تأكيد من فصائل المقاومة بكافة أذرعها العسكرية بأنها جاهزة لأي معركة جديدة يمكن أن تفرض عليها، في ظل استمرار هذه الانتهاكات من جيش الاحتلال ومستوطنيه بحق القرى والمدن الفلسطينية، خاصة فصائل المقاومة شددت في بيانات منفصلة قبل أيام أن ما يجري في قرى ومناطق الضفة وسجون الاحتلال واستمرار حصار قطاع غزة أمر لا يمكن السكوت عنه.
فيما تحمل الرسالة الثالثة طمأنة للجبهة الداخلية بأن المقاومة تواصل الاستعداد والتجهيز لحماية المواطنين وصد أي عدوان أو هجمة غادرة يمكن أن يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي للنيل من صمود شعبنا ومقاومته.
أخيرا تسعى أذرع المقاومة الفلسطينية من وراء هذه المناورات إرسال رسائل دوليا واقليما؛ بأنها تواصل الاعداد والتجهيز وتتمسك بالمقاومة المسلحة كخيار استراتيجي ومهم في ظل تنكر الاحتلال الإسرائيلي للحقوق الفلسطينية وفشل مسار التسوية والخيارات الأخرى التي يراهن عليها البعض.