الرسالة نت – رائد ابو جراد
تزينت بلباس يجسد التراث الفلسطيني ووضعت عصبة خضراء على جبهتها لتصعد فجأة منصة مهرجان انطلاقة حماس الـ23 وتصدح ببراءة صوتها بكلمات أكبر من عمرها وتنادي بالمحتشدين في ساحة الكتيبة الخضراء بأن يرفعوا الرايات ويرددوا بأجمل الهتافات تحية لأرواح القادة الشهداء.
فمع ساعات الصباح الأولى ليوم الثلاثاء الرابع عشر من كانون أول(ديسمبر) خرجت الطفلة روان خلة (9سنوات) بصحبة والديها من منزلهم وسط مخيم جباليا الذي شكل ثورة الانتفاضة الأولى متجهين نحو ساحة "مهرجان حماس" ليكون اسمها نبراساً يصدح عبر شاشات التلفزة وأمام مئات الآلاف.
تحرير فلسطين
وتقول الطالبة في الصف الرابع الابتدائي خلال لقاء بــ "الرسالة نت" أنها شاركت في المهرجان لتوجه رسالة للأمتين العربية والإسلامية أن يوم تحرير القدس والأقصى وكامل التراب الفلسطيني بات قريباً".
وانطلقت ظهر اليوم فعاليات مهرجان انطلاقة حركة المقاومة الاسلامية الثالثة والعشرين وسط حشود جماهيرية ضخمة اكتظت بها الشوارع المحيطة بساحة الكتيبة، وقدمت كلا من الطفلة روان خلة والطفل نعيم نجل الشهيد أشرف مشتهى فقرة فنية بعنوان أعيرونا مدافعكم.
انقطع صوت الطفلة خلة وعاد تدريجياً مع صوت هتافات المحتشدين لتضيف :"قريباً اليوم الذي سنحرر فيه الاقصى وفلسطين لتعود لنا يافا وحيفا وكل المدن التي احتلها الصهاينة عام 48 وطردونا منها".
فيما ارتدى أحد أبناء الشهداء القساميين الزي العسكري ورسم على جبينه عصبة زينتها كلمات التوحيد التي رددها في بداية حديثه.
وبصوت خافت غلب عليه الحزن وألم فراق أبيه، وجه الطفل نعيم مشتهى في العقد الأول من عمره بقوله :"لإخواننا الأسرى أن يصبروا لأن الفرج قريب على أيدى كتائب القسام".
على درب أبيه
وأكد الطفل مشتهى أنه سيواصل المسير على درب والده الذي قضى نحبه، وتابع " يا والدي الحبيب سأنفذ وصيتك التي رسمتها بدماك الزكية".
وبكلمات يصعب على الصغار ترديدها وجه ابن الشهيد حديثه لحركة حماس، وقال "إن هذا المهرجان هو عرس حماس ومصدر قوتها في عامها الثالث والعشرين".
ودأبت الحركة الإسلامية على إحياء ذكرى انطلاقتها كل عام عبر عدد كبير من الفعاليات، تشتمل على المسيرات الراجلة والمحمولة برا وبحرا، وتسيير قوافل عسكرية تجدد البيعة أمام بيوت الشهداء والأسرى، إضافة لتزيين الجدران والشوارع براياتها وشعاراتها.
وانطلقت الحركة عام 1987 بالتزامن مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، عبر بيان خطه زعيمها المؤسس أحمد ياسين برفقة عدد من إخوانه بينهم الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، قبل أن يصدر ميثاق الحركة في أغسطس 1988.