قائد الطوفان قائد الطوفان

كيف أسرت الوحدة 101 في كتائب القسام الجندي «إيلان سعدون»؟

كتائب القسام
كتائب القسام

الرسالة نت - غزة

على مدار سنوات عدة، استطاعت أجنحة المقاومة الفلسطينية أن تستخدم مختلف الوسائل التي تحقق مكتسبات عديدة على كافة الصعد في التعامل مع قوات الاحتلال التي استخدمت كل وسائلها المنافية للأعراف والقوانين والأخلاق الدولية التي تعرفها كافة الشعوب للتعامل وقت المعارك والحروب.

وبعد صولات وجولات، وجدت المقاومة وخاصة كتائب الشهيد عز الدين القسام ضالتها في أسلوب ناجع يتمثل في عمليات أسر جنود صهاينة ومبادلتهم بالأسرى الأبطال الذين يقبعون في سجون العدو الصهيوني، الذين فشلت كل الوسائل الأخرى في تحريرهم.

في مثل هذه الأيام وبتاريخ 3/5/1989م نفذت المجموعة «101» في جهاز (المجاهدون الفلسطينيون) الجناح العسكري الأول لحركة المقاومة الإسلامية حماس، بقيادة المجاهدين القائد القسامي الشهيد محمود المبحوح والقائد القسامي المحرر محمد الشراتحة في قطاع غزة، عملية أسر الجندي الصهيوني «إيلان سعدون» بكامل عتاده من داخل الأراضي المحتلة عام 48، إلا أن الآسرين اضطروا لقتله في وقت لاحق؛ نظرا لصعوبة المساومة عليه، وتم إخفاء جثته.

بعيون منفذيها

وكشف الشهيد القائد محمود المبحوح التفاصيل الكاملة لعملية أسر الجندي الصهيوني «إيلان سعدون» حيث قال في مقابلة تلفزيونية أجريت معه قبيل استشهاده: "قررت مجموعة من المجاهدين تنفيذ عملية أسر، وتم ذلك بأسر الجندي إيلان سعدون، فأوقفت المجموعة السيارة للجندي الصهيوني فيما كان ينتظر أحداً ليقله وأجلسوه في الكرسي الخلفي، وذلك عند دوار المسمية قرب القدس، حيث طلب منهما نقله إلى دوار المجدل".

"وتم نقل الجندي في السيارة وقتله أيضاً ودفنه في المكان المعد لذلك، ومن ثم انتقلت المجموعة إلى قطاع غزة عبر الحدود الشرقية، وتم وضع السيارة في منطقة جبل الكاشف، شرق بلدة جباليا شمال غزة" حسب المبحوح.

وأشار إلى أنه كان من المقرر أن يغلق القيادي في "القسام" محمد الشراتحة الثغرة التي دخلت منها السيارة ويزيل أثرها، لكنه لم يتمكن من ذلك، حيث تزامن ذلك مع اشتباه الجيش الصهيوني بحركة في المنطقة وبدأ الجنود بإطلاق النار باتجاه ذلك المكان.

وأضاف أن المجموعة غادرت المكان وجرى اعتقال الشراتحة بعد ذلك، وتعرض لتعذيب شديد للغاية، فضلاً عن اكتشاف السيارة وإمكانية كشف بصماتهم من قبل الاحتلال.

العثور على الجثة بعد 7 سنوات

لم تتمكن مخابرات العدو الصهيوني وبكل وسائلها وأساليبها من العثور على رفات الجندي إلا بعد مرور نحو سبعة أعوام على نجاح العملية عندما استطاعت قوات سلطة أوسلو البائدة في غزة الحصول على خريطة لمكان إخفاء «إيلان سعدون» بعد حملة الاعتقالات والتحقيقات عام 1996 مع المجاهدين حيث قامت خلالها بتعذيب المجاهدين بأبشع صنوف العذاب وبعد هذا الاكتشاف قامت "السلطة البائدة "بتقديم الخريطة كهدية مجانية للعدو الصهيوني ليستخرج بعد سبعة أعوام جثة الجندي المأسور «ايلان سعدون».

عملية أسر الجندي الصهيوني "ايلان سعدون " لم تكن الأخيرة في سجل المقاومة، بل تلاها عمليات أسرٍ قامت بها كتائب القسام للإفراج عن الأسرى في السجون الصهيونية، وكانت أبرز هذه العمليات هي عملية "الوهم المتبدد" التي أسرت خلالها كتائب القسام الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط" وأفرج العدو رغم أنفه بموجبها عن أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي الصهيوني عام 2011، وما تلاها من أسرٍ للجنود الصهاينة خلال معركة العصف المأكول.

وحاليا يوجد لدى كتائب القسام 4 جنود أسرى منذ عام 2014.

كتائب القسام تعهدت على تحرير الأسرى الفلسطينيين، وعلى نهج مقولة المؤسس أحمد الياسين مضوا بكلماته المشهورة "إحنا بدنا ولادنا يروحوا... غصب عنهم".

وما زالت الأيام تحمل البشريات والأمل بالحرية القريبة، لأسرى بذلوا أغلى ما يملكون من أجل دينهم ووطنهم وقضيتهم، وما زال القسام على العهد بأن تحريرهم أمانة في أعناقهم حتى خروج آخر أسير بإذن الله من السجون الصهيونية.

البث المباشر