قائد الطوفان قائد الطوفان

بشلل نصفي..

فلسطيني يتحدى رصاص (إسرائيل) الغادر بالزراعة

الرسالة نت-غزة

منذ ساعات الفجر الأولى يتوجه الفلسطيني، راني برناط (42 عاماً)، لمزرعته لجني ثمار الخيار، ليعيل أسرته، متحدياً إعاقته ورصاص جيش الاحتلال (الإسرائيلي) الذي تسبب في هذه الإعاقة.
يقود برناط كرسيه المتحرك، نحو مزرعته، في بلدة بلعين إلى الغرب من رام الله، برفقة زوجته هنادي، ولسان حاله يقول “الإعاقة لا تحد من طموحي”.
وعام 2000 مع مطلع انتفاضة الأقصى، أصيب برناط برصاصة (إسرائيلية) خلال مواجهات اندلعت على مدخل مدينة رام الله، ما أسفر عن إصابته بشلل نصفي، وغيبوبة استمرت نحو شهرين.

ويقول برناط بينما يعمل على تفحص مزرعته، التي تنتج خياراً من نوع “البيبي” الخاص بالمخلل، إن العام 2000 أحدث تغيراً جذرياً في حياته، انقلبت طموحاته، بفعل رصاص جيش الاحتلال (الإسرائيلي).
وتابع: “كفلسطيني، كنت أتوقع أن اعتقل أو حتى استشهد، لكن أبقى طوال عمري على كرسي متحرك، هذا أمر لم يكن بالحسبان”.
وتابع: “مع تدنيس أرئيل شارون (رئس وزراء الاحتلال (الإسرائيلي) الأسبق) المسجد الأقصى في عام 2000 اندلعت مواجهات في كافة الأراضي الفلسطينية، وخلالها أصبت برصاص من نوع (فراشة)، أحدثت تهتكاً في الشريان الرئيسي للعمود الفقري، نقلت على إثرها للعلاج في مجمع فلسطين الطبي، ثم نقلت بطائرة مروحية أردنية إلى مدينة الحسين الطبية في عمان”.
وتابع: “أخبرت لاحقاً أنني دخلت في غيبوبة لنحو شهرين، وأجريت لي عدة عمليات لإنقاذ حياتي، لكن أصحبت مقعداً”.

عام 2015 بدأ برناط وزوجته هنادي بالبحث عن مشروع جديد لمساعدتهم على أعباء الحياة، ومتطلبات الأطفال.
وعن ذلك يقول: “تقدمت بعدة طلبات لمؤسسات دولية، وحصلت على دعم من مركز الحرية والعدالة (مؤسسة غير ربحية تهدف إلى تعزيز صمود المجتمع الفلسطيني)، وحصلت على دعم بيت بلاستيكي بمساحة 200 متر مربع”.
وأطلق برناط على المشروع اسم “تحدي الإعاقة”.
وعن ذلك يقول: “المشروع كان طوق نجاة، يساعدنا في تلبية احتياجات الأسرة، ولله الحمد بات ناجحاً”.
ويزرع برناط ثمار الخيار “البيبي” المخصصة للمخلل، وعادة ما يسوق منتجاته وبأسعار مناسبة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويشير إلى أنه توجه لزراعة الأرض في رسالة أنه وبالرغم من إعاقته متمسك بأرضه، ويحافظ عليها.

بدورها، تقول الزوجة هنادي برناط (38 عاماً)، إن العمل في المزرعة بحاجة إلى مساندة، بحيث تتوجه مع زوجها للعمل.
وتضيف: “المشروع بحد ذاته تحدٍ لكل المصاعب، لتوفير حياة كريمة للعائلة”.
في المزرعة تعمل هنادي على قطف الثمار المرتفعة بينما يعمل زوجها راني على قطف الثمار المنخفضة.
وعن ذلك تقول "يدي بيده معاً نتحدى كل شيء، ولله الحمد نرى أننا نسير بخطى ثابتة وناجحة”.

 

المصدر: الأناضول

البث المباشر