قائد الطوفان قائد الطوفان

وترجل الفارس

لا تخشوا أحدا .. رحل مظفر النواب وبقيت الوصية

الشاعر مظفر النواب
الشاعر مظفر النواب

الرسالة نت

لا تخشوا أحدًا في الحق

فما يلبس حق نصف رداء

ليس مقاتل من يدخل نجد بأسلحة فاسدة

أو يجبن

فالثورة ليست خيمة فصل للقوات

ولا تكية سلم للجبناء

 

ترجل الشاعر العراقي الوطني مظفّر النوّاب، أمس الجمعة، ( 88 عاما) بمستشفى الشارقة التعليمي في الإمارات إثر صراع مع المرض، بعد عمر طويل من حياة تتجسد في قلم كالسيف سليط على رقاب الجميع ولم يستثني أحدا.

وهذا القلم هو الذي حول حياة الشاعر الفقيد إلى تشتت لخمسة عقود متواصلة قضاها طريدًا بين المنافي العربية والأجنبية، بدأها بملاحقة وسجن بالعراق في ثمانينيات القرن الماضي، ولكنها جعلته أحد أشهر شعراء العراق في العصر الحديث.

كتب الصحافي عماد الأصفر بعد بحثه في سيرة الشاعر أنه حفيد عائلة كاظم، فجده موسى الكاظم، مات مسموما في عصر الرشيد، فهاجر اولاده ومن لاذ بهم الى الهند البعيد وأصبحوا حكاماً ونوابا لولايتي كشمير والبنجاب، وحازوا من يومها لقب النواب.

قاوموا المستعمر البريطاني فقرر نفيهم، وبين شتى البلدان خيرهم، فاختاروا البحث عن امجاد عفى عليها الزمان في بغداد، اليها نقلوا المقتنيات من ثروات وتحف ومجوهرات، وفيها تناسلوا جيلا بعد جيل فأطل على الدنيا الطفل مظفر عبد المجيد، كان ذاك عام اربعة وثلاثين من القرن العشرين، عامُ توحِد الشيوعيين في لجنة لمكافحة المستعمرين والمستثمرين، لجنة اصبحت فيما بعد الحزب الشيوعي للعراقيين، واليه انتسب الفتى مظفر بعد حين.

ولقد نعى الشاعر الراحل كتاب وشعراء عرب على صفحاتهم، فكتب الشاعر والروائي أيمن العتوم:" وداعًا مظفر النواب ،ما زلتُ أردد معك: "سبحانكَ كل الأشياءِ رضيتُ سوى الذلِّ ، وأن يوضع قلبي في قفصٍ في بيت السلطانْ، وقنعتُ يكون نصيبيَ في الدنيا كنصيبِ الطيرِ، ولكنْ سبحانكَ حتى الطيرُ لها أوطانْ، وتعود إليها.. وأنا ما زلت أطيرُ، فهذا الوطنُ الممتدُ من البحر إلى البحرِ، سجونٌ متلاصقةٌ، سجّانٌ يُمسِكُ سجّانْ".

الكاتب الفلسطيني سعيد الكحلوت :" كان مظفر النواب لا يتحرك إلا ومعه ورقة و قلم ، حتى أنه حافظ على الورقة و القلم بجانب سريره. فإذا ما حضرت الفكرة.. هَمَ سريعا ينظمها أبياتاً ً على الورق.. على الرغم من تلك العلاقة الوثيقة بين أصابعه من جهة و بين الورقة و القلم من جهة أخرى، إلا أن ثمة خيانة قد تسللت متجسدة بمرض الرعاش، ففي أيامه الأخيرة صارت تحط الفكرة فيهرع هو يحاول ان يمسك القلم فلا يقدر ، يحاول، ثم يحاول، فإذا ما أمسكه و تمكن منه طارت الفكرة ، و سخر الفراغ الأبيض منه .

أسوء ما يحدث للكاتب أن يسخر منه بياض الورقة، فيشعر بالهزيمة.. تؤلمني جدا هذه الفكرة، ويؤلمني أكثر رحيل هذا المظفر.

ونشر الشاعر والروائي محمد العكشية عبر صفحته :" الشاعر الثائر المطارَد.. العُروبيُّ المعذّب بهموم الأمة في كل حرف ونبرة صوت.. صاحب "القدس عروس عروبتكم.." صاحب "وأنا ما زلت أطير فوَطني الممتد من البحر إلى البحر سجونٌ متلاصقةٌ.. سجانٌ يمسك سجانًا.."

المدرَسة العظيمة مظفر النواب في ذمة الله.

البث المباشر