الرسالة نت-محمد أبو قمر
اخترق وميض الكاميرا عتمة المكان لالتقاط صورة بؤس من حياة أسرة يفتقد منزلها للكهرباء.
في الزوايدة وسط قطاع غزة يقطن الثلاثيني أبو العبد مع زوجته وأطفاله الاربعة بمنزل بدائي محاط بألواح من الحديد، دون مصدر رزق.
لا يريد التسول أو مد يده للناس كما يقول، لكنه يحتاج من يقف بجانبه لتوفير عمل يتناسب مع مرض ضغط الدم والاعصاب التي يعاني منه.
في ذلك المنزل الذي غابت عنه الكثير من الاحتياجات الاساسية، يحاول أبو العبد مداراة فقره، لكنه لم يقو على تحمل المزيد من الاعباء المعيشية.
دون كهرباء، دون ماء، هكذا بدا المنزل، على الشمع الذي ترك آثاره على الارض يقضي ليلهم، وبتعبئة خزانه بالاستعانة بجيرانه يحاول توفير مياه الشرب والاستهلاك المنزلي.
يعزو أبو العبد فقدان منزله للماء والكهرباء لعدم توفر المال للحصول على ترخيص من البلدية للثمانين متر الذي يقيم بها منذ ثلاث سنوات.
يعتمد في توفير لقمة عيش أطفاله على بعض المساعدات الغذائية التي يحصل عليها من الجمعيات الخيرية، وكثيرا ما يفتقدها، ويقضي أيامه بالقليل القليل.
يجلس أبو العبد وأطفاله في باحة المنزل الخارجية التي يلفها ألواح "الزينقو" تحت شمس تنشر اشعتها على بعض الادوات البالية، وقطع الملابس المتناثرة، ويقول " المنطقة شبه خالية وفي الليل تعلو أصوات الكلاب، ويعلو صراخ الاطفال خوفا منها لاسيما مع عدم وجود كهرباء في المنزل".
يشير أبو العبد الى أن أهل الخير من المنطقة عملوا مؤخرا على بناء دورة مياه له في الباحة، بعدما كان ملاصق لغرفة النوم، لكنه يضيف " أبحث عن عمل ولو كان بسيطا كي أتمكن من توفير ما يحتاجه المنزل، بعيدا عن السؤال، واستغني عن المساعدات التي تأتي من هنا وهناك".
في ظل حاجة الناس والفقر الذي يخيم عليهم، تدعو "ألم وأمل" أصحاب الاعمال وكل من يحتاج لعامل في أي مهنة كانت، أن يتواصل معها لتوفير مصدر دخل لعدد من الحالات الاجتماعية التي تسلط عليها الضوء، علها تتمكن من انتشال عائلات من دوامة الفقر القاتلة، وتستر أناس يخبئون حاجتهم خلف جدران منازلهم.
فمن يقف بجانب المحرومين؟ ويكن شريكا في تفريج كربات المحتاجين؟.
ملاحظة/ تفتح "ألم وأمل" الباب لمن يهمه للاطلاع على طبيعة الحياة التي تعيشها الاسر التي تسلط الضوء عليها من خلال زيارتها والوقوف على أرض الواقع وذلك بالتواصل مع الصحيفة.
كما تنشر الصحيفة عبر موقعها الالكتروني "الرسالة.نت" صورا ومقاطع فيديو تظهر معاناة تلك الاسر.