قائد الطوفان قائد الطوفان

الاندفاع الصهيوني بحاجة إلى فرملة

ياسر الخواجا
ياسر الخواجا

ياسر الخواجا

يبدو واضحاً أن الخطوات الصهيونية بعد مشهد مسيرة الأعلام أخذت منحنى تصاعدي ارتفعت فيها وتيرة الخطوات التهويدية والاستفزازية تجاه أهلنا في القدس والضفة الغربية، حيث أصبحت المسيرة لا تُشكل خطورة بقدر ما فرخته من تداعيات تحمل في طياتها العديد من أساليب التمادي وتنفيذ المخطط التهويدي في القدس والعمل على طمس معالمها  الإسلامية، وتُعد هذه الإجراءات الصهيونية أسرع من ذي  قبل من خلال ما يطبقه العدو الصهيوني من ممارسات واستباحات ممنهجة بحق أهلنا في مدينة القدس والضفة الغربية وكل ساحات الوطن من خلال استمراره في ذلك وكأننا في سباق مع التجاوزات الصهيونية، حيث  بدأت تأخذ الشكل الروتيني واليومي في محاولة منها لتشكيل خطر حقيقي قد تؤدي فعلاً  إلى تحقيق  وقائع جديدة  على الأرض ورسم إنجاز صهيوني جديد في مسألة السيادة على المقدسات والعمل على إضعاف واستنزاف بل والقضاء على حالة تنامي المقاومة في الضفة الغربية.

ربما جاء هذا الاندفاع الهستيري نتيجة عدم  شعور الصهاينة بجدوى الاستعدادات والتضحيات التي يقدمها الفلسطينيين على أنها دون مستوى التحدي المطلوب لوقف ومواجهة حجم الممارسات المتطرفة مع حجم الخطر والتحرك الديناميكي الخبيث الذى يمارسه الاحتلال على الأرض.

كل هذه المعطيات وغيرها تدلل بأن العدو الصهيوني لن يتوقف بل سيستمر في طغيانه وفق سلوكياته العدوانية، حيث أنه وبعد أن أخذ نفساً عميقاً  إضافياً، الأمر الذي ساعده للاندفاع إلى مزيدٍ من الفعل نحو التجاوزات الأكثر تقدماً عن سابقتها والاستعداد بشكل ملحوظ نحو مزيد من فرض عوامل السيطرة.. إذن نحن أمام تحديات جديدة تدفعنا إلى مزيدٍ من التضحيات والاستعداد  لمواجهة هذه التحديات بكل السُبل وكل الوسائل التي من شأنها  أن توقف هذا الاندفاع  عند حده. أيضاً يجب علينا ألا ننتظر أن يكون هناك تحرك عربي وإسلامي تجاه ما يحدث للمقدسات الإسلامية، كذلك فإن مواقف السلطة الفلسطينية ودورها تجاه القضية يوضح حجم  التناغم في صمتها غير المبرر مع المصالح الصهيونية، وكأن الأمر يسير وفق ما يرغبه  الاحتلال؛ وللأسف هذا واقع موجع ومفجع لنا.

أعتقد أننا بحاجة إلى تعاظم وتفاقم دور وجهود الماكينة الإعلامية الفلسطينية وعلى كل مستوياتها  والتي أثبتت قدرتها على توصيل شحناتها ورسائلها الإعلامية والمعنوية بصورة أسرع وأفضل مما كنا نتوقع، وأن ما حدث من إلقاء اللوم على الدور والخطاب الإعلامي؛ أعتقد أن فيه مبالغة وتجنى واضح على الإعلام ودوره فى المواجهة والذي جاء حقيقة منسجماً مع صورة الحدث وحجم الجريمة وكان دوره فوق الرائع، ولم يبالغ في عرضه لأن ما عرضه من مواد إعلامية هي في حقيقة الأمر الأدوات التي انتصرت فيها المقاومة على العدو، حتى لو كان هناك نوع من المبالغة في المادة الإعلامية فهذا الأمر أحياناً يكون محمود ومطلوب وقد يكون جزء من المعركة، لكننا يجب أن نكون على مستوى من الجرأة ونعترف بالخطأ ونشير إلى المخطئ في هذا المجال. وهو قرار  المقاومة الذي لم يأتي منسجماً مع المزاج الوطني  العام، علماً بأنه كان يسير معه في خطى متوازية وربما استمد الإعلام والجمهور الفلسطيني رؤيته وتصوره للحدث وما سيترتب عليه من رد قادة المقاومة أنفسهم سواء على المستوى السياسي أو العسكري والذي كان واضحاً في إشاراته وتصريحاته بل وفى تعليماته التي كانت تشير نحو سهم المواجهة.

يبدو أن تقديسنا وحبنا وتقديرنا للمقاومة وتضحياتها لم يعطينا القدرة على تصويب أصبع الانتقاد نحو الجهة المخطئة، فذهبنا لنخطئ الإعلام وخطابه الذي أدى دوره الوطني على أكمل وجه بل وأكثر

الخلاصـة    

إننا أمام هذا الخطر المتصاعد وخطواته المتسارعة والممنهجة لتهويد وأسرلة المقدسات واستباحته للضفة الغربية للقضاء على حالة المقاومة المتنامية ولا سيما جنين الثورة، كل هذا يتطلب منا مزيداً من حشد الطاقات والاستعداد المطلوب وفق حجم الخطر الداهم الذي من شأنه وقف هذا الاندفاع الهستيري المتطرف.

البث المباشر