قائد الطوفان قائد الطوفان

لصوص الاستيطان يسرقون وادي قانا

الرسالة نت - رشا فرحات

المحمية الطبيعية، والطبيعة الخلابة وأصوات المزارعين بأهازيجهم وهم يرددون أغانيهم الفلسطينية التراثية في وادي قانا كانت جذابة للمواطنين، ومصدر رزق المزارعين في أرض خصبة مليئة بالينابيع والخير، حتى انسل إليها الاستيطان كاللص، فتحول المكان إلى وجهة لقطعان المستوطنين.

بالأمس طرد المستوطنون الزوار الفلسطينيين من أراضيهم كما يفعلون منذ سنوات طوال، ليستمتعوا وحدهم بالطبيعة الخلابة.

يقع "وادي قانا" بين مدينتي سلفيت وقلقيلية وسط الضفة الغربية، وتعود ملكية غالبية أراضيه إلى مزارعي بلدة دير استيا، وهي واحدة من القرى الجميلة، يعيش سكانها على النشاط الزراعي خاصة زراعة الزيتون، وتتوسط عددا من البلدات والقرى الفلسطينية وهي كفل حارس وحارس وزيتا وقيرة.

وأجمل ما في القرية هو وادي قانا الشهير والدائم الجريان، وهو من أشهر الأودية في فلسطين.

وتبلغ مساحة الوادي أكثر من خمسة آلاف دونم، ويحوي 12 ينبوع ماء جار على مدار العام، والكثير من الأشجار الخلابة المتنوعة والمثمرة ما يجعله مكانا مهما للسياحة والاستجمام وكذلك مطمعاً للاستيطان.

المشاريع الاستيطانية في وادي قانا بدأت فعليا منذ السبعينيات عندما تمكن موشيه زوهر المعروف بـ “الأب الروحي” لمستوطنات شرق قلقيلية، بزرع أول نواة استيطانية لينتشر سرطانها سريعاً في الأرجاء دون توقف.

إحدى عشرة مستوطنة وبؤرة استيطانية، هي مجموع الأبنية الغريبة بالقرميد الأحمر، وامتدت لتهيمن على مناطق شاسعة وأطلق عليها “غوش شمرون”، كما يقول بلال منصور، أحد مالكي الأراضي في الوادي.

وفي مقابلة الرسالة مع صلاح الخواجا المختص بقضايا الاستيطان لفت إلى أن الاحتلال سيطر في الفترة الأخيرة على عشرين ألف دونم من أراضي المحمية وطرد الأهالي منها وضخ المياه العادمة والملوثة في الأراضي الطبيعية والمزارع.

ويلفت الخواجا إلى أن هذه المياه أضرت بجداوله وينابيعه وبمصادر المياه الصالحة للزراعة، وتصل هذه المياه من مستوطنتي ألوني شيلو وإل متان، كما تضخ مياه الصرف الصحي التابع لمستوطنتي نوفيم ويكير فيها وتؤدي إلى تلويث مياه الوادي في محاولة لإزعاج المواطنين ودفعهم للرحيل وإفساد مزروعاتهم.

وأوضح الخواجا أن المنطقة أثرية تاريخية مشهورة بالينابيع، وتقطن فيها أربعة عشر عائلة، وقد أصبحت مثار اهتمام المستوطنين وهدفا من أهدافهم لذلك أخذوا يضايقون السكان ويحاولون طردهم لمطامعهم في المحمية الطبيعية.

وفي ظل كل ذلك - يقول الخواجا- فإن حكومة الاحتلال تتجاهل الجرائم التي يقوم بها المستوطنون في نطاق المحمية وتحرشهم الدائم بالمزارعين وطردهم للمواطنين المتنزهين، كما تتجاهل البناء الاستيطاني المكثف وشق الطرق وضخ مياه الصرف الصحي إلى الوادي. ولم يكتف الاحتلال بسياسة التهجير وإغلاق الوادي فأطلق المئات من الخنازير في أحراشه لتدمير المزروعات والاعتداء على المزارعين.

البث المباشر