في إطار المعركة المتواصلة على جميع الأصعدة مع العدو الصهيوني، أطلق الناطق الرسمي باسم كتائب القسام أبو عبيدة تغريدة مفاجئة يوم الاثنين ٢٧ يونيو ٢٠٢٢ حملت رسالة مفادها تدهور الحالة الصحية لأحد الجنود الأسرى لدى كتائب القسام في غزة.
هذه التغريدة التي تأتي في هذا الوقت الحساس والدقيق الذي تمر به المنطقة التي تشهد زيارات مكوكية بين العواصم المختلفة بين يدي زيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة للشرق الأوسط.
حملت هذه التغريدة في طياتها رسائل عدة: الرسالة الأولى –قي تقديري- تتمثل في اختيار التوقيت الذي يسبق زيارة الرئيس بايدن إلى المنطقة وهو ما قد يزجّ بهذا الملف إلى أجندته وقد يسهم بشكل إيجابي قي إحراز تقدم ملموس في صفقة تبادل أسرى من خلال الضغط على قيادة الكيان المترنحة لتثبيت أقدامها بأي إنجاز يحفظ ما بقي من ماء وجهها.
الرسالة الثانية أبرزت حالة التناغم بين القيادة السياسية والعسكرية لحركة حماس من خلال الحديث المنسجم بين ما تحدث به السيد هنية –رئيس المكتب السياسي- حول الجنود الإسرائيليين الأربعة، وبين ما جاء في تغريدة ابي عبيدة التي جاءت في ذات السياق.
والرسالة الثالثة كانت من خلال إعادة تسليط الضوء على صفقة تبادل أسرى محتملة في محاولة لتحريك هذا الملف من جديد عبر إغراء القيادة السياسية في إسرائيل بتحقيق إنجاز يتمثل في إعادة الجنود المفقودين قي ظل الأزمة الحاصلة وحالة انعدام الاستقرار بعد سقوط حكومة بينيت.
والرسالة الرابعة كانت بمثابة ممارسة الضغط النفسي على عوائل الجنود الإسرائيليين وهو ما سيولد ردة فعل في اتجاه القيادة السياسية في دولة الكيان والتي لا تحتمل المزيد من الضغوط في ظل الوضع الراهن، وهو ما يعني إمكانية الاستجابة لمطالب تلك العائلات بل والمضي قدما نحو إنجاز الصفقة المرتقبة.
أما الرسالة الخامسة فيمكن قراءتها في هذا الوقت الذي يدور فيه الحديث عن تسمية رئيس السلطة الفلسطينية الذي ىسيخلف الرئيس عباس، فهذه التصريحات تقرر بما لا يدع مجالا للشك قدرة حركة حماس على اتخاذ القرارات الحاسمة في الأوقات الدقيقة وهو ما يلفت الأنظار إلى قيادة الشعب الفلسطيني الحقيقية والقادرة على الذهاب بعيدا في الملقات الساخنة.
وأما الرسالة السادسة فهي رسالة طمأنة للأسرى الفلسطينيين بأنهم كانوا ولا زالوا وسيبقون على رأس أولويات المقاومة التي لن تدخر جهدا قي سبيل تحريرهم وعودتهم إلى أحضان أهلهم وذويهم وتسجيل نصر جديد يحسب لمشروع المقاومة ويعزز من حاضنتها الشعبية في هذه الظروف العصيبة التي يحياها المواطن الفلسطيني.
وقد أتبعت كتائب القسام رسالتها الأولى بفيديو في اليوم التالي يظهر فيه الأسير هشام السيد مستلقيا على سريره وقد بدا في وضع صحي سيء بما يؤكد ما ورد في تغريدة الناطق الرسمي باسم الكتائب، وهو ما يعزز حالة الضغط المجتمعي والمؤسسات الحقوقية على حكومة الاحتلال للإسراع في إنجاز الصفقة المنتظرة.
ومن الواضح تماما ان المعركة في ملف التبادل لم تفصح عن كامل فصولها بعد، وبمعنى آخر نستطيع القول أننا في انتظار المزيد من المفاجآت التي سيكون لها الأثر في إعادة هذا الملف الساخن إلى الواجهة من جديد.