يسعى جيش الاحتلال (الإسرائيلي) بشتى الوسائل والأدوات إلى الحد من تنامي المقاومة في الضفة المحتلة، لا سيما مع تصاعد وتيرة الاشتباكات والعمليات المسلحة التي باتت تشكل تحديا صعبا أمام الجيش في الآونة الأخيرة.
ويحاول الاحتلال أمام هذا التحدي تكثيف عمليات الملاحقة والاعتقالات لنزع فتيل تصاعد المقاومة، فاعتقل على مدار الأيام القليلة الماضية، المئات من الشباب والأسرى المحررين.
ورصد مركز المعلومات الفلسطيني "معطى" في تقريره الدوري 3013 انتهاكاً للاحتلال خلال الشهر الماضي، كان أبرزها اغتيال المقاوم إبراهيم النابلسي ورفيقه إسلام صبوح، في اشتباك مسلح بالبلدة القديمة بمدينة نابلس، إضافة إلى استشهاد (7) مواطنين برصاص قوات الاحتلال والمستوطنين.
واعتقلت قوات الاحتلال (الإسرائيلي) (657) فلسطينيا، وأصابت والمستوطنون (590) فلسطينيا بالرصاص.
وشهدت عمليات الاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال تصاعدا ملحوظاً مقارنة بشهر يوليو الماضي، حيث بلغت عمليات إطلاق النار على أهداف الاحتلال (73) عملية، 28، 24 عملية منها في نابلس وجنين على التوالي، وفق التقرير.
سياسة فاشلة
ويرى النائب في المجلس التشريعي فتحي قرعاوي، أن الاحتلال يكثف في الآونة الأخيرة عمليات الاعتقالات والمداهمات في ظل تخوفه من فقدان السيطرة على مناطق الضفة، لا سيما في ظل تصاعد عمليات إطلاق النار على جنود الجيش والمستوطنين.
ويؤكد قرعاوي في حديثه لـ "الرسالة نت" أن هذه السياسة نشأت مع وجود الاحتلال ومتواصلة منذ عشرات السنوات وأثبتت فشلها ولن تنجح في إخماد نيران المقاومة، بل تزيد من تصاعدها وتخلق حالة من الغليان والاستفزاز لدى الفلسطينيين.
ويشدد على أن الاحتلال بات اليوم يتخوف على كيانه من الزوال سواء من أي حركة أو تصريح أو مقاومة حتى وإن كانت سلمية، لذلك يلجأ لشن عمليات اعتقال واسعة، لكنه في النهاية لن ينجح في تنفيذ مخططاته، على اعتبار أن المقاومة باقية والاحتلال هو الطارئ.
ويُبدي قرعاوي استغرابه من اعتقال الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة مقاومين في جنين صباح اليوم، معتبرا أن استمرار السلطة في ملاحقة المقاومة أمر مؤسف ويجب أن يتوقف بأسرع وقت.
ويبين أن المقاوم الفلسطيني يجد صعوبة كبيرة في ظل أنه ليس ملاحقا من الاحتلال فحسب، وإنما من أبناء جلدته أيضا.
يذكر أن أجهزة السلطة في الضفة، لاحقت فجر اليوم، مقاومي جنين واعتقلت عددا منهم بعد مداهمة منازلهم، كما اعتقلت صحفيا.
وبحسب لجنة أهالي المعتقلين السياسيين بالضفة، اعتقلت أجهزة السلطة الشاب أسامة أبو جعص من الجابريات في مدينة جنين، وأقدمت على تكسير محتويات منزله.
وتأتي اعتقالات أجهزة السلطة تزامنا مع إعلان جيش الاحتلال والشاباك نيتهم شن حملة اعتقالات واسعة في الضفة.
تركيع شعبنا
ويرى القيادي في حركة حماس بالخليل الشيخ نايف الرجوب، أن الاحتلال يعمل وفق أجنداته التي تهدف إلى تركيع شعبنا الفلسطيني وإخضاعه في ظل عدوانه على المقدسات والأرض الفلسطينية.
ويرى الرجوب في حديثه لـ "الرسالة نت" أن الهدف من وراء تكثيف حملة الاعتقالات؛ تمرير مخطط صهيوني يستهدف المقدسات والحق الفلسطيني، "كوننا تعودنا قبيل أي جريمة يرتكبها الاحتلال أن ينفذ حملة اعتقالات كبيرة"، على حد قوله.
ويبين أن قيادة الاحتلال تسعى من وراء هذه الاعتقالات تقديم القربان للناخب (الإسرائيلي)، عبر إيعازها للجيش بتكثيف اعتقالاته وانتهاكاته بحق شعبنا الفلسطيني.