الرسالة نت – عبدالحميد حمدونة
تزداد المساعي الصهيونية يوما بعد يوم لاستدراج المقاومة الفلسطينية من خلال اعدامها لمواطنين ومجاهدين فلسطينيين في قطاع غزة في محاولة منها لضرب التوافق الوطني الفلسطيني حول آلية وتكتيك العمل العسكري للرد على هذه الاعتداءات الإجرامية.
وبرغم ذلك فإن كل الفصائل الفلسطينية تؤكد كل واحدة من جهتها على احتفاظها بحق الرد على تلك الجرائم الصهيونية إلا أن محللين سياسيين أجمعوا في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" على ضرورة التنسيق الميداني في الرد على جرائم الاحتلال حتى لا يحقق مبتغاه في جرجرتها إلى حرب لا هوادة فيها.
التوافق ضرورة
بعد أقل من ساعة على إصدار الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية تصريحا صحفيا عصر الثلاثاء، طالبت فيه الفصائل الفلسطينية بالالتزام بالتوافق الوطني إزاء الوضع الميداني، أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على اغتيال المجاهد محمد النجار من سرايا القدس في محاولة منها لإحداث شرخٍ كبير بين المقاومة والحكومة الفلسطينية التي تتبناها بالأساس.
المحلل السياسي حسن عبدو أكد على أنه في ظل الاعتداءات الصهيونية المتكررة يستوجب على الفصائل الفلسطينية التماسك فيما بينها لأن "إسرائيل" ما فتئت لتوقد فتيل حربا جديدة على القطاع.
وقال عبدو: "الصهاينة غير منسجمين مع التهدئة على اعتبار أن ذلك في مصلحة المقاومة الفلسطينية التي تطور نفسها يوما بعد يوم"، مضيفا أن هناك حالة جديدة من التصعيد الصهيوني يسعى لاستنزاف قدرات المقاومة واغتيال الجهات التي تعمل على الارتقاء بتحسين استراتيجياتها.
ولفت المحلل عبدو إلى ضرورة التوافق العسكري والسياسي الفصائلي في مواجهة أي عدوان مرتقب على قطاع غزة، مشيرا إلى أنه في الوحدة قوة والفرقة ضعف.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أكدت على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الصهاينة الذين يستبيحون الأرض والمقدسات، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة التوافق الوطني لإدارة الميدان بالشكل الذي يحفظ استمرار المقاومة وتدعيم أركانها وتحقيق مصالح شعبنا.
كما أكدت حماس في بيانٍ لها تلقت "الرسالة نت" على دعمها لجهود الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية في تعزيز التوافق الوطني، وفي اتصالاتها الرامية لتجنيب شعبنا أي عدوان صهيوني غادر.
الاستفراد بالفصائل
من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي توفيق أبو شومر في التوافق السياسي والعسكري بين الفلسطينيين بالقضية بالغة الأهمية، محذرا من مغبة الانجرار وراء مخططات الاحتلال والتي ترمي إلى الاستفراد بكل فصيل فلسطيني على حدا.
وشدد على أهمية التنسيق العسكري على أعلى المستويات بين الفصائل الفلسطينية في مواجهة أي عدوان صهيوني، لافتا إلى أن التصعيد الحالي يضر بالمقاومة بسبب الحالة الإنقسامية التي يحياها الشعب الفلسطيني.
وقال أبو شومر: "يجب الإعداد لما هو آت وبالذات الإعداد الدبلوماسي والسياسي"، مؤكدا أن الجميع يجب أن يخضعوا للإرادة الوطنية الشاملة والتي لا ترغب بالتصعيد.
في هذه الأثناء، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أكدت بأنها ملتزمة بالدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني وحمايته، وقال: "إننا نخوض صراعاً طويلاً وممتداً مع العدو".
وأضافت الجهاد في تصريح مقتضب تلقت "الرسالة نت" نسخة عنه،: "المقاومة ملتزمة بالرد على هذه الجريمة وفق ظروف عملها وتكتيكاتها الميدانية، فدماء شعبنا ليست مستباحة".
قيادة موحدة
بينما عقب المحلل السياسي هاني البسوس على تعزيز التوافق الوطني، بقوله: "المطلوب هو توحيد الجهود تحت قيادة موحدة"، محذرا من إعطاء الإحتلال الصهيوني أذرع كي يشن عدوانا جديدا على غزة.
وأضاف :" المهم في الفترة الحالية إنشاء لجنة تنسيق بين الفصائل خاصة أن هناك نوايا من قبل الصهاينة بشن عملية واسعة النطاق ضد القطاع الساحلي"، مطالبا الفصائل بأهمية الاتفاق على كيفية صد العدوان ولجمه والاتفاق فيما بينها على التهدئة مع الإحتلال.
ومن الواضح أن "إسرائيل" من خلال تصعيدها المتكرر ضد الشعب الغزي تسعى بالاستفراد بكل فصيل فلسطيني على حدا كي تقضي عليها فصيلا تلو الآخر، لذا وجب على الفصائل الفلسطينية التوحد ضد آلة الحرب الصهيونية وصد أي عدوان محتمل على قطاع غزة المحاصر.