أشاد الإعلامي والباحث الأكاديمي في المغرب ماهر الملاخ بقرار حركة حماس إعادة بناء وتطوير علاقاتها بالنظام السوري، معتبرا أنها خطوة ذكية مكنت الحركة من تجنب معضلتي الطائفية المذهبية والقصور السياسي.
وقال الملاخ- وهو عضو سابق بالمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية- في مقال اطلعت عليه الرسالة نت: "تكمن المعضلة المزدوجة لدى البعض، في الطائفية المذهبية والقصور السياسي، وحماس، بحكم انصهارها في تنّور المقاومة، استطاعت ان تخرج من المعضلتين، ويتباين نموذجها الإرشادي (البرادايم) عن النموذج الإرشادي لمعظم مدارس الإسلاميين".
وبين أن هذا ما لم يستوعبه هؤلاء، فيحاولون باستمرار جر (حماس) لتظل في بوتقة ذلك (البرادايم) الذي أثبت نهايته واستنفد أغراضه.
وأضاف أن إيران تبقى اليوم هي الدولة الوحيدة التي تقف تكتيكيا واستراتيجيا مع المقاومة، مع أنها تحاول مرة مرة الاستفادة من ذلك الموقف ما استطاعت لذلك سبيلا، غير أن المقاومة لحد الآن، تقاوم ذلك بما يحفظ استقلاليتها.
وأما من جهة أخرى- يرى الكاتب- أن النظام السوري واقعيا قد تجاوز مرحلة إسقاطه، كما تجاوز الثائرون ضده مرحلة اجتثاتهم، وكلاهما قد أجرم في حق الوطن؛ الأول بالتنكيل بشعبه بعدما طالب بالحرية، وفتح الباب أمام الحماية الخارجية، والثاني بالتبعية لقوى خارجية معينة، فكلاهما تساوى في الجريمة، والقدرة على البقاء.
أما والحالة هاته- والكلام للكاتب- فإن العقل الواعي، لا يمكنه إلا أن ينحاز إلى حل الحوار “المرّ”، والدخول في مسار مصالحة وطنية شاملة، تفتح آفاق التغيير، إذ سوريا، بما هي بلد عربي محاذ للكيان الصهيوني، يبقى عمقا استراتيجيا للمقاومة، ومن البلادة الاستمرار في حرمان المقاومة من ذلك المجال، بما يخدم الصهيونية، التي استغلت الوضع خلال عشر سنين، فأصبحت تعربد في أجواء البلاد دون أن تتلقى ردا على عدوانها.
ومن يدري، فربما يكون لعودة المقاومة إلى المجال السوري، دور في إحياء مشروع الحوار الذي سبق أن طرحته أطراف المقاومة مبكرا، وتواطأ على رفضه أطراف من جهة النظام، وأخرى من جهة الثوار. يتابع الكاتب الملاخ.
ويعتقد الكاتب أنه قد تكون حاجة النظام السوري نفسه لتثبيت شرعيته، وتدشين مرحلة سياسية جديدة، دافعا لأن تُفتح جبهة الجولان الى جبهتي غزة وجنوب لبنان. فالتاريخ يدلنا على أن المخارج من المعضلات الكبرى تحصل في أشد لحظات العتمة، إذا ما تحرك العقل السياسي خارج الثنائيات المنوية القاتلة.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان مؤخرا “مُضيّها في بناء وتطوير علاقات راسخة” مع النظام السوري “في إطار قرارها باستئناف علاقتها مع سوريا الشقيقة خدمةً لأمتنا وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين”.