بالتوافق على ادارة الميدان و"الاشتباك المركز

قواعد جديدة في لعبة المواجهة مع الاحتلال

غزة-رامي خريس- الرسالة نت             

تعيش غزة واقعاً جديداً من المواجهة من الاحتلال بعد فترة هدوء طويلة استمرت منذ انتهاء عدوان "الرصاص المصبوب" مطلع عام 2008 حتى قبل ايام قليلة – مع عدم خلو تلك الفترة من بعض الحوادث- ، ومنذ أيام عاد شبح المواجهة يخيم من جديد على غزة لاسيما بعد التهديدات الاسرائيلية الحادة ، وبعض الضربات لمواقع مختلفة وجهها سلاح الجو الاسرائيلي الذي بات زائراً مستمراً لأجواء القطاع ، كما جرى تنفيذ عمليات اغتيال وآخرها كانت باستهداف أحد أعضاء سرايا القدس محمود النجار أثناء سيره على دراجته النارية  في خان يونس.

ادارة الميدان

وتعاملت حركة حماس وباقي فصائل المقاومة مع هذا الواقع بمرونة وفرضت قواعد جديدة للعبة لاسيما بعد التوافق الفصائلي على كيفية "ادارة الميدان" وهو ما يؤدي الى تعامل ميداني بشكل أكثر كفاءة بعيداً عن المزاودات التي كانت تشوب فترات سابقة ، وفي هذا السياق يرى المراقبون ان حركة حماس استطاعت أن تضع فصائل المقاومة أمام مسؤولياتها في ادارة مشتركة توافقية للمواجهة مع الاحتلال سواءً بالتهدئة أو بــحالة "الاشتباك المركز" ، بحيث يكون لكل حالة تصعيد معالجة معينة ومختارة .

ويبدو أنه أصبح لدى الفصائل وعياً بمتطلبات المرحلة وبقواعد اللعبة التي يجب الالتزام بها ، وبحسب المراقبين فإن هذا نابع من تقديرها للمصلحة العامة ، وابتعدت بعض الفصائل عن الظهور كــ"صقور المرحلة" فالاستهداف اكثر ما يطال حماس ومقرات حكومتها ، ومواقع كتائبها.

فالاحتلال يحص في كل مرحلة أن يكون له عنوان وما يعرفه الان ان حماس هي المسؤولة عن كل ما يدور في قطاع غزة أو ما يصدر منه .

قواعد الاشتباك

وتتشابه قواعد الاشتباك في غزة عما كان في الجنوب اللبناني ، حيث كان حزب الله يتحكم الى حد كبير بقواعد الاشتباك والتهدئة وهو من يواجه ويدفع الثمن ، ولذلك كان صاحب الامتياز في تحديد زمن المواجهة او التهدئة.

والمقاومة  التي تقودها حماس في غزة عملت على تغيير قواعد الاشتباك ، ونجحت في ايصال رسالة للاحتلال أن أي تحرك داخل حدود غزة لقواته لن يكون آمناً وقد كانت الرسالة موقعة بصاروخ "كورنيت" المعروف عنه اختراقه للمدرعات والدبابات عالية التصفيح.

وكما تغيرت قواعد الاشتباك العسكري تطورت أيضاً قواعد العمل الاعلامي والدبلوماسي، فلم تترك الحكومة الميدان خالياً لحكومة الاحتلال وهو ما حصل مؤخراً عندما بعثت رسالة تشتكي للأمم المتحدة ورئيسها بان كي مون ممارسات الاحتلال ازاء غزة .

ومع وجود قواعد جديدة للاشتباك او التهدئة فإنها بكل الاحوال غير ثابتة وتتغير مع تغير معطيات الواقع السياسي والميداني وللحاجات التي تقتضيها مصلحة الطرفين ، كما أن هناك متغيرات طائرة قد تقع في أي لحظة يمكن أن تطيح بكل أوراق اللعبة ، وهنا يبدو أن قواعد جديدة مطلوب أن تكون جاهزة على الطاولة لاستخدامها حين الحاجة ووفق متطلبات أي مرحلة جديدة . 

 

 

البث المباشر