في الوقت الذي يواصل فيه ثلاثون أسيرا إضرابهم المفتوح عن الطعام داخل سجون الاحتلال (الإسرائيلي) احتجاجا على اعتقالهم الإداري، يدخل ستة معتقلين سياسيين في سجون السلطة يومهم السابع بالإضراب المفتوح عن الطعام.
تقاطع السلطة مع الاحتلال في ملاحقة واعتقال المقاومين والمطاردين الفلسطينيين، يعكس حالة التردي الأخلاقي والوطني في السلوك الذي تصر السلطة على تبنيه في التنسيق الأمني والاعتقال والملاحقة للفلسطينيين.
وتواصل أجهزة السلطة الأمنية اعتقال ستة مواطنين على خلفية ما تعرف بقضية "منجرة بيتونيا"، وهم أحمد هريش وأحمد خصيب وجهاد وهدان وخالد نوابيت وقسام حمايل ومنذر رحيب، وجميعهم أسرى محررون.
وما تزال أجهزة السلطة تختطف أكثر من 51 معتقلاً سياسيا أبرزهم المطلوب والمطارد الأول لدى الاحتلال في نابلس مصعب اشتية، وتواصل انتهاكاتها واعتقالاتها السياسية ضد النشطاء والطلبة والأسرى المحررين.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى إصدار رئيس السلطة محمود عباس تعليماته لقادة أجهزة الأمن التابعة له خلال اجتماعه الأخير بهم، بتكثيف ملاحقة المقاومة في مدن الضفة والسعي إلى منع اشتباكها مع قواتِ الاحتلالِ خلال اقتحامها المدن الفلسطينية.
وكشف مسؤول في السلطة لصحيفة "جيروزاليم بوست" بأن أجهزة السلطة لن تسمح للمقاومة في نابلس وجنين بالمواجهة الشاملة مع الاحتلال (الإسرائيلي).
ارباك داخلي
ويؤكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني فتحي قرعاوي، أن الاعتقال السياسي مُدان في كل وقت وحين ويشكل ارتدادا للأزمات الفلسطينية داخليا وسياسيا ويخلق حالة من الإرباك في الواقع الفلسطيني الداخلي ولا يمكن أن تنتهي عواقبه وآثاره.
ويشدد قرعاوي في حديثه لـ "الرسالة" على أن ما يجري مرفوض وطنيا وأخلاقيا وعقائديا ولا يجب أن يستمر، داعيا في الوقت ذاته السلطة إلى إطلاق سراح كل من تم اعتقاله وتطييب خاطره والاعتذار له.
يبين أن الاتفاقات (الإسرائيلية) مع السلطة دائما تكون عائقا أمام أي أمر إيجابي داخلي، "للأسف السلطة تستجيب لضغط الاحتلال وتستمر في الاعتقال السياسي ومنع إطلاق سراح المقاومين والمعتقلين ومنع ترطيب الحالة الفلسطينية التي تمر في وضع سيء بسبب هذه السياسة".
ويرى رئيس تجمع الشخصيات المستقلة ونائب رئيس لجنة الحريات بالضفة خليل عساف، أن تقاطع سلوك السلطة مع الاحتلال ليس فقط جريمة وإنما من الكبائر التي تقتل الروح الوطنية والحالة الثورية الفلسطينية.
ويوضح عساف في حديثه لـ "الرسالة" أن الاعتقال السياسي لا يخدم الأمن الفلسطيني وإنما أمن الاحتلال والمستوطنين الذين يحاولون تغيير الواقع على الأرض في ظل تصاعد انتهاكاتهم بحق الأقصى وشعبنا.
ويؤكد أن المطلوب تعزيز حالة الوحدة الوطنية ووقف الاعتقال السياسي واحترام القانون الفلسطيني على أرض الواقع، متسائلاً: "ما الهدف من ملاحقة المطاردين والمقاومين، يجب أن يكون هناك صوت واع وقلب مفتوح لصوت ونبض الشارع".
وبين أن الرسائل الكبيرة والواضحة التي تخرج من المطارد أبو رعد خازم يجب أن تتم قراءتها والوقوف يدا واحدة أمام الاحتلال الذي لا يميز بين أي أحد من الشعب الفلسطيني.