قائد الطوفان قائد الطوفان

انتقدت عودة العلاقات مع سوريا

لماذا تخشى أمريكا اتساع شبكة علاقات حماس الخارجية؟

الدكتور خليل الحية برفقةالرئيس السوري بشار الأسد
الدكتور خليل الحية برفقةالرئيس السوري بشار الأسد

الرسالة نت- مها شهوان

لم ترق للولايات المتحدة الأمريكية، المصالحة التي جرت بين حركة حماس والرئيس السوري بشار الأسد، بحجة أنها خطوة تضر بمصلحة الشعب الفلسطيني وتقوض الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب في المنطقة وخارجها.

وفي الوقت ذاته، تتناقض السياسة الأمريكية التي لم تر في زيارة الأسد للإمارات العربية مارس الماضي، ضررا للشعب الإماراتي وذلك أنانية كونها تعتبر الإمارات حليفا لها.

 واعتبرت الإدارة الأمريكية أن مصالحة حماس مع الأسد تظهر عزلة الأخير، فهي ترى مصالحته مع الحركة -التي تصنف لديها بالإرهابية- دليلا على عزلته.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحافيين الخميس، "سنواصل رفض أي دعم لإعادة تأهيل نظام الأسد، لاسيما من المنظمات المصنفة إرهابية مثل حماس".

وتجدر الإشارة إلى أن وفد حماس التقى الرئيس السوري في دمشق بعد قطيعة استمرت عشرة أعوام، وجاءت الزيارة بعد مفاوضات غير علنية بين الحركة والقيادة السورية، ناقشت الخلافات التي غادرت الحركة على إثرها دمشق في العام 2012.

***لاستهداف علاقات حماس

يقول بلال الشوبكي مختص في العلاقات الدولية إن سوريا معزولة دوليا سواء بالتواصل مع حماس أو دون ذلك، موضحا أنها منذ 2011 وحتى هذه الأيام مازال النظام السوري لديه إشكاليات بالتواصل مع المحيط وتحديدا مع أنظمة بعينها سواء قطر أو تركيا، وإجمالا معظم الدول العربية والأنظمة الغربية اتخذت موقفا مقاطعا لنظام الأسد.

ويذكر الشوبكي "للرسالة نت" أن مبادرة الدول ذات العلاقة الجيدة بالولايات المتحدة والمتحالفة معها، بالتواصل مع النظام السوري، يكشف ازدواجية السياسة الأمريكية، موضحا أن الأخيرة تسمح للجهات المتحالفة معها بالتواصل مع الأسد، لكن المشكلة مع حماس مختلفة ويأتي الاعتراض لاستهداف العلاقات الخارجية للحركة أكثر من كونه استهدافا للنظام السوري.

وبحسب قوله، فإنه كلما نمت شبكة العلاقات الخارجية لحماس كلما كانت قدراتها في إطار المواجهة مع (إسرائيل) أقوى، وبالتالي أمريكا غير معنية بإعطاء حماس هذه الفرصة كي لا تمكنها من إيجاد بدائل.

وذكر أن معايير المعادلة السياسية اختلفت حيث باتت قطر وتركيا تدعمان قطاع غزة إنسانيا، لذا كان لا بد من حاجة حماس لبديل على المستوى الدولي، رغم الانتقادات التي تعرضت لها الحركة.

ورد حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس على موقف أمريكا من المصالحة عبر تغريدة على تويتر قائلا: تصريحات الناطق باسم الخارجية الأمريكية التي هاجم فيها زيارة وفد حماس إلى سوريا مرفوضة وتشكل تدخلاً سافراً".

وأضاف: تصريحات الخارجية الأمريكية "تعكس الموقف الصهيوني المعادي لأي محاولة لتعزيز التقارب بين مكونات الأمة وأنها معنية باستمرار الخلافات، لا سيما أن واشنطن شريكة حقيقية في الاعتداءات المتكررة على شعبنا وأمتنا".

في حين قال خليل الحية عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات العربية والإسلامية في حماس، عقب اجتماعه مع الأسد بدمشق "اتفقنا مع الرئيس الأسد على طي صفحة الماضي"، والرئيس الأسد أبدى تصميمه على تقديم كل الدعم من سوريا للشعب الفلسطيني ومقاومته".

وأضاف "نستأنف حضورنا في سوريا والعمل معها دعما لشعبنا ولاستقرار سوريا، وسنتابع مع المسؤولين السوريين ترتيبات بقاء حماس في سوريا".

يذكر أن حماس أعلنت في بيان بتاريخ 15 سبتمبر/ أيلول الماضي مُضيَّها في "بناء وتطوير علاقات راسخة مع سوريا، في إطار قرارها باستئناف علاقاتها معها؛ لاسيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بالقضية.

ويشار إلى أن قيادة حماس كانت تتخذ من دمشق مقرا لها منذ العام 1999، وفي العام 2012 بعد اندلاع الأزمة السورية، غادرت الحركة سوريا واستقرت في قطر وتركيا، مما تسبب في قطيعة مع القيادة السورية في حينه.

البث المباشر