لدى إحساس كبير ان نتنياهو رغم حصوله على أكبر عدد من الأصوات في الكنيست لن يتمكن من تشكيل الحكومة الصهيونية مثلما حدث في الانتخابات السابقة والتي كان يشكل فيها الحزب الأكبر في عدد المقاعد داخل الكنيست بعد ان استنفد المدد القانونية لذلك .
صحيح نتنياهو يميني ومتطرف كغيره من الصهاينة ولكن تحالفه من بن جفير صعب خاصة بعد تشدد بن جفير تولة حقيبة الأمن الداخلي في حكومة نتنياهو وبن جفير لديه اربعة عشر مقعدا في الكنيست لان مكالب بن جفير ان يكون وزيرا يحمل حقيبة سيادية لها دور كبير في المجتمع الصهيوني وسيشكل أزمة لنتنياهو في علاقته مع أميركا وأوروبا رغم تبنيهم للكيان بالكامل ، ولكن فوز نتياهو وتحالفه مع الحركة الكاهنوتية (نسبة إلى مئير كاهانا ) التي يحمل افكارها بن جفير لانها حكومة في تركيبتها أنها حكومة إرهابية تدعوا الى تطهير الكيان من سكانه الاصليين وهم الفلسطيني وإظهار دولة الكيان بأنها دولة إرهابية وعنصرية وهذا شكل لا يتوافق مع ما تدعيه أوروبا وامريكا بأن الكيان الدولة الديمقراطية في المنطقة وبهذه التشكيلة التي يسعى نتنياهو الى تشكيلها لتصبح دولة عنصرية إرهابية ترفض التعايش مع الاخر.
نتنياهو لا يختلف عن بن جفير في حقيقته ولكنه مخادع ويظهر أمام أوروبا وأمريكا بأنه ديمقراطي وهو سيحاول أن يخدع العالم الغربي انه كذلك ولن يقبل بشروط بن جفير وستكون نقطة خلاف فيما بينهما وسيرفض بن جفير ما سيعى إليه نتنياهو من ضم حزبه دون ان يكون وزيرا في حكومته الجديدة.
وفي نفس الوقت لو تمكن نتنياهو تشكيل حكومة وفيها بن جفير وزيرا هذه الحكومة لن يكتب لها عمرا أطول من عمر الحكومة السابقة وسيدخل الكيان في ازمته السياسية وسيكون هناك حل للكنيست والدعوة للانتخابات من جديد.
الأزمة السياسية لن تجد حلا داخل الكيان والكيان نتركيبته الجديدة. الاحزاب وقادتها كل منهما يسعى لتحقيق مصالحة الخاصة بعيدا عن مصلحة الكيان وهذا سيؤدي في نهاية الامر الى حالة انقسام داخلي قد تؤدي إلى حرب داخليه .
