قرر رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، تأجيل تنصيب حكومته السادسة، وسط خلافات بين كتلة اليمين والأحزاب المشاركة في الائتلاف على العديد من الملفات والقضايا، بعدما سلم رئيس الكيان (الإسرائيلي)، يستحاق هرتسوغ، اليوم الأحد، نتنياهو كتاب تكليف لتشكيل الحكومة بعد حصوله على دعم 64 من أعضاء الكنيست.
والخلافات المركزية في المفاوضات الائتلافية بين نتنياهو وبين رئيس الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، ورئيس حزب شاس، أرييه درعي، تتعلق بالحقائب الوزارية التي سيحصل عليها الأخيران.
لكن في هذه الأثناء، جرى الاتفاق فيما بينهم على شرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية وتشديد "إنفاذ القانون" على البناء الفلسطيني في المناطق ج في الضفة الغربية المحتلة، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس"، اليوم.
وأضافت الصحيفة أنه تمت الموافقة على مطلب سموتريتش بتزويد بنية تحتية للعديد من البؤر الاستيطانية، وذلك بواسطة تشريعات قانونية.
وطالب رئيس حزب "عوتسما يهوديت" الفاشي، إيتمار بن غفير، الذي يتوقع أن يتولى حقيبة الأمن الداخلي، بتوسيع صلاحياته الوزارية، وبضمن ذلك نقل المسؤولية عن القرى البدوية مسلوبة الاعتراف في النقب من وزارة الداخلية إلى وزارته. ويتوقع أن تؤدي خطوة كهذه إلى تزايد التوتر في القرى مسلوبة الاعتراف، ما يطرح احتمال نقل هذه المسؤولية إلى مكتب رئيس الحكومة.
وأبلغ حزب شاس نتنياهو، اليوم، بأن رئيسه أرييه درعي، المدان بمخالفات فساد خطيرة، معنيّ بتولي حقيبة المالية. وليس واضحا بعد إذا كان نتنياهو سيستجيب لطلب درعي، بسبب إمكانية تعيين سموتريتش في هذه الحقيبة.
وأوصى 64 عضو كنيست من أحزاب اليمين والحريديين – الليكود والصهيونية الدينية وشاس و"يهدوت هتوراة" – بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة، بيد أنهم شككوا في إمكانية تنصيب الحكومة وعرضها على الكنيست يوم الأربعاء المقبل، وذلك بسبب الخلافات بين الأحزاب التي ستشكل الائتلاف.
ومنذ تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة، سيكون أمام نتنياهو 28 يوما لتشكيلها، وفي حال لم يتمكن من ذلك خلال هذه الفترة، سيتم تمديدها بـ14 يوما آخر، وذلك بموجب القانون.
وأفادت الإذاعة (الإسرائيلية) الرسمية "كان"، بأن نتنياهو قرر تأجيل موعد تنصيب الحكومة الذي كان مقررا إلى نهاية الأسبوع الحالي، على أن يكون الموعد الجديد في الأسبوع المقبل.
وعزت الإذاعة هذا التأجيل إلى الخلافات داخل الأحزاب التي ستشكل الائتلاف في قضايا تتعلق، بالجهاز القضائي والمحكمة العليا، وتوزيع الحقائب الوزارية، وقضايا الدين والدولة، والميزانيات للمدارس الحريدية.
وبسبب هذه الصعوبات والخلافات وتباين المواقف بالمفاوضات الائتلافية تخلى نتنياهو عن توجهه عرض الحكومة الجديدة على الكنيست هذا الأسبوع، على أن تعرض حكومته على الكنيست في الأسبوع المقبل في حال تم تجاوز النقاط الخلافية بين مركبات الائتلاف الحكومي.
يأتي ذلك، فيما وجهت مصادر في حزب "الصهيونية الدينية" الذي يطالب باتفاق ائتلاف مفصل، انتقادات إلى نتنياهو، وذلك بزعم أنه يعاملهم باستهزاء واستخفاف، حيث يسعى لاعتماد سياسة "فرق تسد"، بحسب تعبيرهم.
وفي المقابل، أعلن رئيس حزب "يهدوت هتوراة"، يستحاق غولدكنوبف عن تقدم ملموس في المفاوضات مع الليكود، لكنه أكد أن الحزب متمسك بمطالبه في الأمور المبدئية من بينها "فقرة التغلب" التي تسمح المضي في تطبيق قانون ما حتى وإن اعتبرته المحكمة العليا غير دستوري، ومساواة ظروف العمل لموظفي سلك التعليم بالمدارس الحريدية مع الموظفين في سلك التعليم الرسمي الحكومي.
وتتمحور الخلافات بين مركبات الائتلاف الحكومي حول توزيع الوزارات الحكومية، حيث تشير التقديرات إلى أن حزب الليكود يتجه للاحتفاظ بوزارة الأمن لديه، وذلك في ظل إصرار تحالف "الصهيونية الدينية"، على تولي بتسلئيل سموتريتش، حقيبة الأمن، فيما يطالب حزب "شاس" بالحصول على وزارات المالية، والداخلة، والأديان.
وفي وقت الذي يكلف هرتسوغ نتنياهو تشكيل الحكومة، يتوقع أن يعقد، هذا الأسبوع، لقاء بين قادة أحزاب المعارضة المستقبلية، بدعوة من رئيس حزب "يش عتيد"، يائيرلبيد.
ويتوقع أن يشارك في هذا اللقاء كل من رئيس "المعسكر الوطني"، بيني غانتس، ورئيس "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، ورئيسة حزب العمل، ميراف ميخائيلي، ورئيس القائمة الموحدة، منصور عباس. علما أنه لم توج دعوة إلى تحالف الجبهة والتغيير برئاسة أيمن عودة.
المصدر: عرب 48