للمرّة الأولى، تكشف الوثائق التي سربّت حول التحقيقات باغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، عن دور لحركة "حماس" في مساندة الرئيس عرفات، وتقديم المساعدة لشخص أصيب بذات الأعراض التي أصيب بها عرفات.

اللواء محمود محمد حمدان عبد القادر عضو مجلس عسكري أعلى بمنظمة التحرير وعضو مجلس وطني، يكشف في شهادته أنه كان من أوائل الذين وصلوا للرئيس عرفات أثناء تعرضه للحصار، وكان مسؤولا عن قناة التواصل بين الرئيس والسوريين من جهة وحركة حماس أيضا من جهة أخرى.

اقرأ أيضًا .. محلل سياسي: توفيق الطيراوي توسل عباس بإرجاعه لمركزية فتح

علاقة عرفات وحماس

يقول حمدان إن العلاقة بين عرفات وحماس كانت من أقوى العلاقات، وأن الحركة أخرجت بيانا قالت فيه إنه إذا تم المساّس بعرفات فلن تسكت، وبدأت أشعر أنها حريصة عليه.

ويكشف حمدان في شهادته، أن عرفات قُتل بقرار سياسي من المجموعة السياسية التي أحيطت به، ويقدّر أنه اغتيل بسم وضع له في صحن خليط بين القزحة والعسل اليمني، "ذات مرّة قلت له أريد مشاركتك فيه وتذوقت منه".

بعد ذلك أصيب بأعراض تحدث عنها الرئيس الراحل، وهي "كنت أشكو لأبو عمار وهو يشكو لي لأنني كنت مريضا مثله وكان أبو عمار يقول لي أنه يعاني من نزيف في أنفه، وأنا كنت أنام من دون ضوء لكن عودت نفسي أن أنام على الضوء لأنني كنت مريضا مثل الرئيس وكنت أصحو من النوم أجد وسادتي قد غرقت بالدم".

لجنة تحقيق بوفاة أبو عمار

وبيّن أنه توجه لمستشفى ألماني "هايدلبرغ"، وقال "أخبرني الأطباء أنني مصاب بالتسمم، وأن الوقت فات لأخذ لقاح مضاد له، وأنه ينبغي لي زراعة كبد خلال شهرين وإلّا سوف أموت".

وأوضح أنّ المبلغ الذي كان مطلوبا للعلاج يقدّر بـ 150 ألف يورو في المستشفى، "واتصل بي خالد مشعل وقال علاجك من الدولار للمليون عندي تعال من أجل أن تأخذ النقود".

اقرأ أيضًا .. مصور "عرفات": يمكن أن يكون أحد أفراد القيادة هو من سممه

وذكر أبو عدوي، أنه رفع كتبا لعباس "وطرقت كل أبواب السلطة لكن دون جدوى، ولهذه اللحظة يرفض تغطية تذاكر السفر، وأنا أخرج للعلاج كل عام وأتوسل له من أجل أن يغطّي تذاكر السفر؛ لكنه يرفض ذلك وسأنشر هذا الكلام عبر التلفاز في الوقت المناسب".

وفي رده على سؤال لجنة التحقيق على حساب من تم علاجك؟، أجاب: "على حساب حماس وغير ذلك أمنوا لي سبع شهور إقامة في ألمانيا".

توفيق الطيراوي 

في المقابل، يكشف أنه في ذات اجتماع للمجلس المركزي، " جاء أبو مازن من المنصة لعندي وقال أنت لم تمت قلت له لا لم أمت ولن أموت والجميع انزعجوا وقال لي الحضور ماذا قال لك أبو مازن قلت لهم قال أنت لم تمت!!"

وفي شهادته يكشف عن توقع عرفات بأن عباس سيجرّ الساحة الفلسطينية لبحر من الدماء، و"ذات يوم قال عرفات كل مكتبي والمحيطون بي جواسيس!"

وفي وثيقة أخرى، خلال اجتماع توفيق الطيراوي مع الوفد الطبي الروسي، استشهد الأول بحادثة أبو عدوي كاستدلال على اغتيال عرفات بالتسمم، وأكدّ الوفد أنه سيطلع على الكشوفات لمعرفة حقيقة كواليس عملية الاغتيال.