قائد الطوفان قائد الطوفان

غير آبهة بالتهديدات والمنغصات

غزة تعيش حياتها بمفارقات عجيبة

رامي خريس

الغاز شحيح في غزة  ، والمخابز تقترب من التوقف بسبب نقص الدقيق ومع ذلك فإن الحياة لا تزال تدب فيها بل إن النشاط الاقتصادي يبدو مزدهراً لاسيما عند التجول في أسواقها أو في المناطق التي تكثر فيها المحال التجارية ومراكز الازياء الرجالية والنسائية.

هكذا تعيش غزة مفارقات عجيبة ففي الوقت الذي يجري فيه الحديث عن احتمالات لتصعيد اسرائيلي وشن عدوان جديد فإن الحكومة اعلنت البدء بمشروع لبناء 1000 وحدة سكنية للمهدمة منازلهم بشكل كلي ناهيك عن زيادة وتيرة البناء التي يقوم بها المواطنون الذين لا يكترثون على ما يبدو بتهديدات قادة الاحتلال سواءً كانوا سياسيين أو عسكريين.

تهديدات

والتصريح الاخير الذي حمل تهديداً خطيراً كان لرئيس الشاباك الاسرائيلي يوفال ديسكن الذي زعم ان بعض الجماعات المنتمية لتنظيم القاعدة في غزة تقف مؤخرا خلف احداث العنف واطلاق الصواريخ.

هكذا يبدو أن ديسكن يبحث عن مبرر لعدوان جديد ، أو على الاقل يعمل على إرهاب غزة ومن فيها بحيث تبقى أسيرة الخوف والترقب الدائم الذي يشل حركتها فلا تتقدم ولا تتطور في أي مجال سواءً على صعيد مقاومتها أو صعيد الاعمار وممارسة الحياة اليومية للمواطنين.

ومع ذلك فإن غزة المحاصرة والمهددة تعيش حياتها ومقاومتها مستعدة دائماً لمجابهة أي عدوان أياً كان شكله ، والناس يمارسون حياتهم اليومية بشكل اعتيادي تقريباً فقد تعودوا على التهديد والعدوان واستطاعوا التعيش مع الحصار بل تغلبوا عليه وقهروه.

أعداء

ولا يواجه غزة واهلها عدواً واحداً بل جملة من الاعداء ، فالاحتلال وجيشه الذي يعد العدة دائماً لقصفها من الجو والارض ، وتشديد حصارها هو العدو الرئيسي لها ، لكن هناك دائماً أعداء آخرين لا يزالون يأملون أو يحلمون بكسر شوكتها ، ومنهم سلطة فتح في رام الله التي قننت كميات الادوية التي تصل وزارة الصحة في غزة ، حتى بات مرضى الكلى او بالأحرى الذين يعانون من الفشل الكلوي مهددين بنفاد محاليل غسيل الكلى .

وعادت أزمة الغاز لتطل برأسها من جديد بسبب عدم تسديد سلطة رام الله لمستحقات الشركة الاسرائيلية بالرغم من ان شركات البترول في غزة تسدد المستحقات عليها اولاً بأول .

ليس هذا فقط بل إن المخابز مهددة بالتوقف بسبب قرب نفاد الدقيق ، ناهيك عن مشكلة الكهرباء التي أرهقت المواطنين وجيوبهم واصبحوا بسببها يتنقلون بين مولدات الكهرباء وشواحن البطاريات.

وبالرغم من ذلك تواجه غزة الحصار والتهديدات والمنغصات أيضاً التي تحاول عرقلة حياة المواطنين الذين يعيشون مفارقات لا يكادون يشعرون بأنها عجيبة او حتى غريبة ، وهكذا يبدو ان الحكومة فيها تنظر للأمام تبني وتعمر ولا تأبه بالتهديدات أو المنغصات.

 

البث المباشر