تتوعد جماعات واسعة من المستوطنين تنفيذ اقتحامات للمسجد الأقصى فيما يسمي "عيد الأنوار" الأسبوع المقبل، وهو ما يشكّل تهديدا واضحا للأقصى في طريق التهويد.
ويحشد المستوطنون من أجل الاقتحامات بتنسيق وحماية من سلطات الاحتلال، ما يتطلب وقفة جادة لحماية المسجد الأقصى.
ويجدر الإشارة إلى أنه خلال السنوات الأخيرة، يعمل الاحتلال على تسريع وتيرة الاقتحامات والتهويد لمدينة القدس والمسجد الأقصى، وهو ما دعا المقاومة بغزة لتفجير معركة "سيف القدس" في مايو العام الماضي، التي جاءت مفصلية في تاريخ الصراع مع (إسرائيل).
** عدة خطوات
المختص في شؤون الأقصى، المقدسي أمجد أبو عصب، أكد أن هناك عدة خطوات لا بد من اتخاذها لحماية المسجد الأقصى من أي اقتحامات.
وقال أبو عصب في حديث لـ "الرسالة نت" إن أهم هذه الخطوات يتمثل في الرباط المستمر في المسجد الأقصى، ودعم صمود المقدسيين بالطرق كافة.
وأوضح أن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى تزداد يوما بعد الآخر، "وهو ما يتطلب من الكل الوطني الوقوف صفا واحدا ضد هذه الحملات".
وشدد على وجوب أن تتخذ الفصائل الفلسطينية موقفا موحدا ضد عنجهية الاحتلال، و"على السلطة الفلسطينية أن ترفع يدها عن المقاومة بالضفة".
وأضاف أبو عصب: "كما أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الشارع العربي والإسلامي، فالمسجد الأقصى ملك لجميع المسلمين".
ولفت إلى أن الهجمة الشرسة ضد المسجد الأقصى تشتد يوما بعد الآخر، "وهو ما يؤكد ضرورة توحيد الموقف الفلسطيني ضد عنجهية الاحتلال".
في حين، لم تكتفِ "جماعات الهيكل" المزعوم بحشد عناصرها وجمهور المستوطنين لتنفيذ اقتحامات مركزية وواسعة للمسجد الأقصى المبارك، خلال ما يسمى "عيد الحانوكاه" اليهودي المقبل، بل عمدت -بالتعاون مع ما يسمى "صندوق المحافظة على إرث المبكى"- إلى وضع لافتات عند مدخل باب المغاربة تشجع على اقتحام المسجد وأداء طقوس تلمودية فيه.
"أهلًا بكم في جبل الهيكل".. "مديرية الصاعدين إلى جبل الهيكل ترحب بالحجاج" و"تتقبل صلواتكم بحسنات".. عناوين لبعض اللافتات، التي وضعتها الجماعات المتطرفة عند باب المغاربة ترحب بمقتحمي المسجد الأقصى وتشجعهم على الاقتحامات، مع كتابة بعض الشروط والإرشادات الدينية، التي تعتبر المسجد "مكانًا مقدسًا لليهود".
ويأتي ذلك بعدما أزالت تلك الجماعات لافتة تحذيرية منتصف أغسطس الماضي، موقعة باسم "الحاخامية الرئيسية (لإسرائيل) تقول "وفقًا لقانون التوراة، يحظر الدخول إلى جبل الهيكل بسبب قداسته".
كما نصبت "جماعات الهيكل" عند جسر باب المغاربة -المفضي للمسجد الأقصى- مجسمًا "للهيكل" المزعوم، ووفرت أحذية مطاطية، ومقبلات ومشروبات لضيافة المقتحمين المتطرفين.
بدوره، أكد المختص المقدسي أمجد شهاب، أن توعدات الاحتلال فيما يسمى عيد الأنوار "الحانوكا" تزداد لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى والبلدة القديمة.
وقال شهاب في حديث لـ "الرسالة نت": "تأتي هذه الاقتحامات بتنظيم حكومي (إسرائيلي)، وبالتالي يستمر الاحتلال بمخططاته التهويدية التي تتطلب من الجميع الرباط في المسجد الأقصى".
وأوضح أن المطلوب من أهالينا المقدسيين وفي الداخل المحتل والضفة تعزيز رباطهم في المسجد ومحيطه خلال الأسبوع الماضي، وإفشال مخططات المستوطنين التهويدية.
وحذّر شهاب من أن هناك زيادة ملحوظة في أعداد المقتحمين خلال السنوات الأخيرة، "فنجد أن مقومات صمود المقدسيين باتت صعبة وبحاجة لدعم كبيرة وخصوصا من السلطة في رام الله التي باتت لا تدعم صمود المقدسيين لا من الناحية السياسية أو حتى الاقتصادية".
وأكد أن معركة "سيف القدس" العام الماضي، عززت من تواجد المقدسيين ورباطهم في المسجد الأقصى، "ولكن المقدسيين بحاجة لمزيد من الدعم على جميع الأوجه".