من أهم الأراضي تاريخيا ودينيا

مستوطنون يسرقون (أرض الحمراء) من (آدم سمرين)

أرض الحمراء
أرض الحمراء

الرسالة نت– مها شهوان

بعد عقود طويلة قضاها المقدسي آدم سمرين وهو يزرع "أرض الحمراء" في منطقة العين بسلوان فاكهة وأشجار زيتون، استغل الاحتلال ثغرة قانونية لسرقة أرضه والادعاء أنهم اشتروها من الأرثوذكس منذ زمن طويل.
ادعاءات الاحتلال الباطلة تأتي ضمن مساعيه لتهويد المنطقة، حيث استولى المستوطنون على منطقة "الحمراء" تحت حماية الشرطة التي اعتقلت ثلاثة شبان واعتدت على الأهالي أثناء تصديهم لتسييج قطعة الأرض.
وتبلغ مساحة الأرض نحو 5 دونمات، وتتبع لدير الروم الأرثوذكس في سلوان وتديرها البطريركية اليونانية، وسط مخاوف من تسريبها كما حصل في العديد من العقارات المقدسية مثل فندقي البترا والإمبريال قرب باب الخليل في القدس القديمة.
الأرض الواقعة جنوبي المسجد الأقصى المبارك -وهنا تكمن أسباب مطامع الاحتلال فيها- استأجرها آدم سمرين ضمن عقد مزارعة لها من دير الروم الأرثوذكس، وحصل على حق الحراسة والمنفعة منذ أكثر من سبعين عاما.
يقول يعقوب الرجبي ناشط مقدسي إن الأرض التي استولى عليها المستوطنون استراتيجية، إذ تقع منتصف سلوان وتصب فيها مياه عين سلوان، ويستهدفها المستوطنون منذ زمن طويل.
ويوضح "للرسالة نت" أن الاحتلال اليوم يدعي شراءه الأرض من الروم الأرثوذكس، لذا طرد "سمرين" منها، مشيرا إلى أن الأرض فيها غرف وواجهات أثرية قديمة، عدا عن أشجار التين والزيتون وغيرها من الثمار التي اعتاد أهالي سلوان على شرائها من الأرض.
وأكد أن الأرض سرقها المستوطنون لتحقيق مطامعهم وإضافتها لمشروع الحدائق التلمودية التي شرعنها ويعمل على تنفيذها.
بدوره يقول زياد حموري رئيس مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية إن كل شبر في مدينة القدس مطمع للاحتلال، وأرض الحمراء قريبة من المسجد الأقصى ومن المناطق التي تم الاستيلاء عليها في منطقة سلوان.
ويرى حموري أن الاستيلاء على أرض الحمراء جاء لتحويلها إلى حدائق تلمودية، وحالها كحال بيوت حي البستان الـ 80 المهددة بالهدم لضمها للحدائق التوراتية، بحجة أن الملك دواوود كان يتنزه فيها قديما.
ويوضح "للرسالة نت" أن الاستيلاء على تلك الأرض وغيرها يأتي ضمن جهود طمس الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس والعمل على تهويدها، وعلانية يقول الاحتلال ذلك دون رادع، خاصة أن المتطرف سموتريتش أعلن حديثا نيته الاستيلاء على المناطق C التي تتبع الضفة وفق اتفاقية أوسلو.
وفي ذات السياق ذكر الباحث المقدسي رضوان عمرو أن أرض الحمرا التي استولى عليها المستوطنون تعد من أهم الأراضي تاريخيا ودينيا وأثريا في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.
ويؤكد عمرو أن الأرض كانت جزءا من النظام المائي لعين سلوان التاريخية، وكانت في الأصل بركتين عظيمتين لتجميع ماء العين والأقصى لخدمة سكان القدس القديمة.
ويربط عمرو الأرض بآثار بعض الأنبياء قائلا :"للأرض علاقة بمعجزات الشفاء التي أتى بها نبي الله عيسى عليه السلام قرب عين سلوان، وببوابة القدس اليمانية التي دخل منها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القدس ليلة الإسراء والمعراج، ولها ارتباط بوجود نبي الله أيوب عليه السلام في السفح الجنوبي للأقصى".
وكان العشرات من المستوطنين قد اقتحموا، صباح اليوم، بلدة سلوان تحت حماية قوات الاحتلال، واستولوا على أرض الحمرا في منطقة العين.
وعقب الاستيلاء على الأرض، سيجها المستوطنون وأقاموا غرفا بداخلها ومنعوا المواطنين من الاقتراب منها.

البث المباشر