رغم الكثير من الوقائع المتداخلة اقليماً ودولياً إلا أن السياسة اليمينية الصهيونية التي يقودها بنيامين نتنياهو بحكومته لديها ميكانيزمات خاصة تنذر بمزيد من الإرهاب والتصعيد ضد الأرض والانسان والمقدسات بشكل خاص ، وكذلك بلورة مزيد من المخططات الخبيثة في مواجهة كل من يعادون الكيان الصهيوني في سوريا ولبنان وإيران بالإشراف المباشر والدعم الكامل من نتنياهو والأجهزة الأمنية التابعة له وفق رؤية متدحرجة للإضرار بمصالح المقاومة بالتزامن مع الحضور التطبيعي المباشر في الإقليم .
وبعدما أصبحنا اليوم نواجه الحكومة الفاشية للاحتلال لابد من ادراك ان البيئات الخاصة بـ اليمين الصهيوني تدفع نحو تنفيذ مزيد من التوسع في الضفة الغربية ومصادرة المزيد من الأراضي وبناء المزيد من المستوطنات والعمليات الإرهابية و المضي في مسيرة التهويد المتسارعة بحق مدينة القدس واستفزاز مشاعر المسلمين من خلال مزيد من الاقتحامات ومحاولة تغيير الوضع القائم من خلال فرض التقسيم الزماني والمكاني و زيادة حجم وكم الاقتحامات و الهجمات الاستيطانية داخل المسجد الأقصى مما ينذر باشتعال حرب دينية بالمنطقة واقتحام المجرم بن غفير للأقصى يأتي في هذا السياق بالتزامن مع ذلك ينمو خطاب الصهيونية الدينية المتطرفة ضد محور المقاومة و شيطنة الداعمين للحق الفلسطيني سياسياً وعسكرياً ولكن رغم ذلك القرار النهائي لساعة الصفر للرد على هذه الجرائم سيكون للمقاومة وتقديرها الميداني.
ان الانتصار الذي تحقق في معركة سيف القدس لازال حاضرا بقوة لأن الشعب مؤمن بضرورة الدخول بالحرب دفاعاً عن المسجد الأقصى و حرمته وهذه المعادلة لا تزال راسخة في الوعي الجماهيري للشعب الفلسطيني وأحرار العالم، مع الثقة التامة والكاملة بحكمة قيادة المقاومة ورأس حربتها كتائب القسام و الغرفة المشتركة في تحديد طبيعة الرد وزمانه ومكانه لقد عرفنا ردودهم في سيف القدس وما سبقها من معارك جهادية ، و مما لاشك فيه ان الرد سيكون على مستوى حجم الجريمة وسيذكر الصهاينة أن وساوس الشيطان لن تغني عنهم شيئاً في ميدان المعركة الحقيقة أمام أسود المقاومة.
لاتزال منطلقات إشتعال حرب دينية في المنطقة حاضرة بقوة و هذا التسارع من إرهاصات تحقيق الانتصار في معركة بات من الممكن أن تكون قريبة وقريبة جداً في ظل التعالي في التعامل مع الوقائع على الأرض التي تؤكد قوة المقاومة و قدرتها على تحطيم الكيان بقدرات ليست بالبسيطة في المنظور العسكري والاستراتيجي ، وسوف تستمر قوة المقاومة لمراحل زمنية متعددة و سيتكرر النصر وستزداد معادلات المقاومة ترسخاً وستنتصر إرادة المقاومة على غرور وتكبر اليمين الصهيوني وحلفائه من الصهيونية العربية المطبعة التي مكنت الاحتلال من الوصول إلى ما يُطلق عليه أمريكيا الشرق الأوسط الجديد والذي يتضمن دولاً مطبعة وضعيفة عسكرياً تابعة للاحتلال.
نحن الآن أمام مفترق تاريخي للصراع مع الاحتلال فموازين القوى اختلفت والمعادلات تغيرت لصالح قوى المقاومة التي باتت تمتلك مفاعيل القوة للانتصار في أي جولة قادمة بعد أن أوجدت مدرسة وأسلوب جهادي متكامل الأركان ممتد الجغرافيا و قادر على تحقيق الهزيمة بالاحتلال بالطرق التقليدية عسكريا وفي الحرب الحديثة السيبرانية منها و غيرها من سلاح الطائرات المسيرة وغيرها وبالرسائل والمعطيات القوية لمواجهة عدوان الاحتلال و القرار النهائي لساعة الصفر سيكون للمقاومة وتقديرها الميداني.
تولت حماس زمام الدفاع عن الثوابت الوطنية ولازالت تدافع ، وفي ظل الانتفاضة الشعبية المتصاعدة ضد الإرهاب الصهيوني في الضفة والداخل المحتل تتكامل الأدوار الوطنية ما بين قطاعات الوطن الواحد في مد جهادي متصاعد من عمليات فردية ومجموعات مسلحة في المخيمات والمدن الفلسطينية مثل عرين الأسود تكافح العدوان في ظاهرة تؤكد الإيمان الراسخ بخيار المقاومة أنه السبيل الأوحد لاستعادة الحقوق في ظل انكشاف عورة التنسيق الأمني و فشل خيارات التسوية العبثية التي خدمت الاحتلال على مر عقود من الزمن مما خلق يقين أن اتفاق حقبة أوسلو قد انتهت .
المعلومات تؤكد أن ما حدث في المناطق الواقعة تحت سيطرة السلطة في الضفة الغربية أن الأجهزة الأمنية نشاطاتها في مختلف الجوانب خصوصاً في المجالات الأمنية والاعتقالات السياسية ضد المقاومين والتحقيق معهم بشكل وحشي ولا انساني في فرض سياساتها وأجندتها إلى أن وصول ذروة النفوذ المقاوم في الضفة خلال الفترة الحالية هو الحاكم الفعلي للميدان ، في الختام أقول رغم ظلال و نفوذ التنسيق الأمني وهيمنته على القرار السياسي للسلطة في الضفة إلا أنه بات مطلوب منها شعبياً ووطنياً أن تخلع نعل التنسيق الأمني المدنس وتدخل الى بيت المقاومة الطاهر و تتحلل من كل خبائث أوسلو.