كتاب "الحافلات تحترق" سطر فيه الأسير القائد حسن سلامة من خلف قضبان العدو الصهيوني 127 صفحة، وتناول في طياته التاريخ المُشرف لعمليات الثأر المقدس التي جاءت في إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال وانتقاماً لدماء الشهيد المهندس يحيى عياش الذي اغتيل في الخامس من يناير 1996م، بعد أن مرغ أنف العدو الصهيوني في التراب، وأذاقه كأس المرار مرات عديدة، إذ لم يتأخر الثائر حسن سلامة وإخوانه عن تشكيل نواة عمليات الانتقام من الصهاينة، حيث قاد الأسير سلامة وبتكليف من القائد العام محمد الضيف_ أبا خالد المهمة الموكلة له في عمليات الثأر المقدس بصحبة إخوانه المجاهدين، حيث ارتقى ثلة من الشهداء القادة الذين انتقموا للعياش: عدنان الغول، وسهيل أبو نحل، وعماد عباس، عادل وعماد عوض الله، ومحي الدين الشريف، في حين تم أسر الأبطال: أكرم القواسمي، ومحمد أبو وردة، وأيمن الرازم الذي خرج في صفقة وفاء الأحرار 1.
جاءت العمليات الاستشهادية التي خطط لها الأسير حسن سلامة في فترة زمنية بسيطة، لكنها هزت خلالها عمق الكيان المسخ، بعد أن ظن العدو الصهيوني أنه باغتياله للمهندس يحيى عياش استطاع القضاء على مسلسل ونهج العمليات الفدائية للأبد. فكان الرد المُزلزل في ثلاث عمليات استشهادية بطولية نفذها الاستشهاديين الأبطال: مجدي أبو وردة، إبراهيم السراحنة، رائد الشغنوبي، أدت إلى مقتل عشرات الصهاينة وإصابة العديد بين صفوفهم، فأحرقت حافلاتهم ومزقت أجسادهم إلى أشلاء، وآلمت قيادة العدو الصهيوني، وجعلت أجهزته في حالة تخبط.
حقاً؛ كان الرد عاجلاً من كتائب القسام وعلى وجه التحديد خلية الأسير حسن سلامة، حيث دفع العدو الصهيوني خلالها ثمن حماقاته في إقدامه على اغتيال العياش، وأوصل الأبطال له رسائل أن الصاع سيرد بصاعين، وهو ما جعل الصهاينة حينها يعيشوا في حالة الخوف والذعر الشديدين.
وكان الأسير القائد سلامة قد ختم كتابه بقوله: "ها أنا موجود في سجن نفحة الصحراوي، وإن لم يكتب لنا الفرج في صفقة وفاء الأحرار الأولى، فإننا نعيش على أمل بالله أن يكون فرجنا قريبا". لذا، لا بد من وقفه حقيقية وجادة لما قدمه الأسير حسن سلامة وإخوانه الأسرى انتقاماً لفلسطين وثأراً لشهداءها البواسل، فهم ما زالوا ينتظروا من يحررهم، واننا واثقين ونعلم جيداً أن المقاومة وقادتها أخذوا على عاتقهم عهداً بأن لا يغمض لهم جفن، ولن يهدأ لهم بال حتى تحرير كافة الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال، فهم يعملوا على زيادة الغلة من خلال أسر جنود صهاينة ليرغموا العدو على إبرام صفقة جديدة مُشرفه للإفراج عن أكبر قدر من أسرانا الأبطال.