قائد الطوفان قائد الطوفان

بين سياسيين وإسلاميين ومشجعي الكرة

صحف غربية: تظاهرات مصر تشهد تحالفًا غير مسبوق

القاهرة – الرسالة نت

أثارت التظاهرات المتصاعدة في مصر، والتي أطلق عليها مسمى "يوم الغضب" بمواكبة الاحتفال بعيد الشرطة اهتماما من جانب الصحف الغربية، لكونها تأتي خصوصا بعد أيام قلائل من الإطاحة بحكم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعد أسابيع من الاحتجاج الشعبية.

وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن الحكومة المصرية تستعد لمواجهة واحدة من أكبر المظاهرات التي تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة، حيث يستعد الآلاف من المتظاهرين للنزول في شوارع اليوم الثلاثاء مطالبين بالإصلاح السياسي.

وذكرت أن المظاهرات ستشهد تحالفًا غير مسبوق يضم الناشطين الشباب، والإسلاميين السياسيين، والعمال، وحتى مشجعي كرة القدم الذين سيخرجون إلى الشوارع في يوم عيد الشرطة للتظاهر فيما أطلقوا عليه "يوم الثورة".

وأضافت أن المظاهرات تأتي في وقت وصلت فيه مشاعر الغضب ضد قوات الأمن درجة غير مسبوقة في أعقاب سلسلة من القضايا البارزة المتعقلة بوحشية الشرطة وتعذيبها للنشطاء المناهضين للحكومة، ويأمل منظمو الاحتجاج أن يتمكنوا من حشد عدد كبير من المتظاهرين للضغط على الحكومة من أجل الحصول على تنازلات.

وأشارت الصحيفة إلى إعلان ناشطين تونسيين عن قيامهم بالتظاهر تضامنًا مع نظرائهم المصريين، بينما أعلن العديد من المصريين نيتهم لرفع الأعلام التونسية، وهو ما اعتبرته الصحيفة خطوة تشير إلى أن الانتفاضة التونسية قد تنتشر في أجزاء أخرى من العالم العربي، كما سيتم تنظيم احتجاجات موازية أمام السفارتين المصريتين بلندن وواشنطن.

ورأت أن المظاهرات المضادة والتي يتم تنظيمها في نفس الوقت تحت شعار "مبارك: أمن مصر"، هي مؤشر على مدى جدية نظام الرئيس حسني مبارك في التعامل مع أي تحديات تواجه سلطته وذلك بعد سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.

إذ نقلت عن منظمي المظاهرات المؤيدة للرئيس مبارك إنهم يرغبون في التعبير عن رفضهم لما وصفوه بـ "تدمير مؤسسات الدولة" من قبل المعارضة، وهو ما قالت الصحيفة إنه يثير مخاوف من احتمال حدوث اشتباكات عنيفة.

ونقلت عن نبيل عبد الفتاح، الباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ "الأهرام"، القول إنه بغض النظر عن الأشخاص الذين سيخرجون للتظاهر، فإن هذه الاحتجاجات ستكون ذات أهمية كبرى، لأن هؤلاء الذين سيواجهون النظام يوم الثلاثاء هم نشطاء افتراضيون يمثلون جيلاً جديدًا استطاع أخيرًا أن يجد شيئًا يتحد حوله وهم نتاج حكومة لم تقدم لهم أي رؤية أيديولوجية ليؤمنوا بها والآن أصبحوا أنفسهم رمزًا لمصر المعاصرة.

من جانبها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الاحتجاجات المقرر إطلاقها يوم الثلاثاء تظهر مدى عمق الغضب الشعبي من الحكومة لكنها في الوقت نفسه تظهر مدى انقسام معارضي النظام في الفكر والمنهجية، حيث أعلن العديد من كبار زعماء المعارضة إما عن عدم مشاركتهم في الاحتجاجات أو عدم مشاركتهم في التعبئة لأجلها.

ونقلت عن صبحي صالح، العضو السابق في الكتلة البرلمانية لجماعة "الإخوان المسلمين"، قوله "المشاركة الضخمة بكل قدراتنا ستؤدي إلى فوضى، ونحن لا نريد ذلك ونحاول تجنبه"، مؤكدًا أنه عندما يحين الوقت المناسب لذلك – وهو ليس الآن- فإن الجماعة سوف تشارك.

في حين أعلن الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية، عن دعمه للاحتجاجات لكنه أشار إلى أنه لن يشارك فيها، وحتى حزب "التجمع" أعلن رفضه حشد أعضائه للتظاهر.

وأكدت الصحيفة أنه في الوقت الذي يقترب فيه موعد الانتخابات الرئاسية، فإن عدم وجود الحماس للاحتجاج من قبل كبار زعماء المعارضة يترك منظمي الاحتجاجات في حالة من الإحباط والارتباك.

 

البث المباشر