الرسالة نت – وكالات
بالرغم من أن محمود عبد الرازق "شيكابالا" هو أحد أبرز الجواهر الثمينة في الكرة المصرية والنجم الأول لناديه الزمالك، فإن سلوكياته المتمردة وتصرفاته المتهورة التي لم يسلم منها أحد هي العلامة المميزة لـ"الفهد الأسمر" لاسيما في العام الأخير.
وشهدت الأيام القليلة الماضية أحدث أزمة لشيكابالا مع إدارة ناديه الأبيض، على خلفية مشادة بينه وبين الثنائي حسام وإبراهيم حسن عقب مباراة الفريق مع الإنتاج الحربي والتي انتهت بالتعادل السلبي.
ورغم تقليل إبراهيم حسن من أهمية المشادة، فإن اللاعب الموهوب أغلق هاتفه المحمول وتغيب عن المران ليومين متتاليين قبل أن يعود إلى التدريبات الثلاثاء قبل سفر الفريق إلى كينيا لخوض مباراة في دوري أبطال أفريقيا.
شيكابالا " مشاكل"
ولا تعد واقعة شيكابالا هي الوحيدة له هذا الموسم، فقد أشعل اللاعب نفسه فتيل أزماته عندما صادته الكاميرات وهو يشارك جماهير فريقه في غناء سباب جماعي للأهلي وجماهيره، خلال احتفاله بالفوز على حرس الحدود، ثم عاد في مباراة وادي دجلة ووضع يده على أذنه في إشارة منه إلى أنه يريد أن يسمع هتافات السباب لجماهير الأهلي، ولبت الجماهير البيضاء المطلب على الفور، موجهة السباب الجماعي لجماهير القلعة الحمراء.
وعقب مباراة الأهلي والزمالك الأخيرة في الدوري أعلن صانع الألعاب المتميز اعتزاله اللعب دوليا في قرار غريب صدم الداني قبل القاصي، وذلك على خلفية الهتافات العدائية التي تلقاها اللاعب من قبل جماهير الأهلي ردا منهم على ما بدر منه في المباراتين السابقتين.
ورد شيكابالا على هتافات الجماهير الحمراء برفع حذاءه في وجوههم للمرة الثانية في مباريات القمة، لكنه لم يكتف بذلك وإنما وجه غضبه تجاه المنتخب المصري، مثيرا استياء الكثيرين ومن بينهم جلال إبراهيم رئيس الزمالك الذي طالب حسن شحاتة بالتدخل، وكذلك حسام حسن المدير الفني للفريق والذي طالبه بالهدوء والتعقل في ردود أفعاله.
ودعا قرار شيكابالا العديد من النقاد لاتهامه بتعمد الهروب قبل التجمعات والمباريات الخاصة بالمنتخب المصري، مدللين على رأيهم بالأزمة التي أثارها اللاعب مع شحاتة قبيل مباراة أستراليا الودية والتي أكد فيها تعرضه لإصابة تمنعه عن اللعب لمدة 10 أيام، قبل أن يعود للمشاركة بعد 4 أيام فقط مع ناديه أمام المصري في الدوري المحلي، وأكد أحمد ماجد طبيب المنتخب آنذاك أنه تعرض لخدعة من أجل الموافقة على غياب صانع الألعاب.
الزمالك نفسه لم يسلم
ولم يسلم الزمالك نفسه من تصرفات شيكابالا الطفولية، حيث كاد أن يتسبب في أزمة جديدة هددت مسيرته مع الفريق واللعبة عندما هدد بالرحيل إلى نادي أندرلخت البلجيكي وطلب فسخ عقده مع النادي المصري، بل ووقع على عقود للانضمام إلى النادي رغبة منه في لوي ذراع ناديه والرحيل دون رغبة الزمالك.
وهدد الزمالك باللجوء إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل الحفاظ على حقوقه، وهو ما دفع النادي البلجيكي لتجاهل العقود التي وقعها شيكابالا والعودة إلى طاولة المفاوضات من جديد، والتي أسفرت عن بقاء الفهد الأسمر مع ناديه حتى إشعار آخر.
شيكابالا "مش لاعب"
وسبق ذلك تهديد شيكابالا في أكثر من مناسبة برغبته في الرحيل عن الزمالك بعد هتافات جماهير الفريق ضده، ولا ينسى أحد مباراة غزل المحلة والتي هاجمت الجماهير الأداء المتخاذل للاعبها، فكان يطيح بالكرة في كل مرة يتسلمها من زملائه، قبل أن يقرر الخروج من الملعب دون تغيير، ليستكمل فريقه المباراة بعشرة لاعبين بعد انتهاء التغييرات.
لكن أبرز مشاداته مع جماهير فريقه كانت عقب مباراة الإسماعيلي في أيلول/سبتمبر 2009 والتي رد اللاعب فيها على الجماهير وكاد يتسبب في كارثة لولا احتواء اللاعبين له وخاصة قائد الفريق عبد الواحد السيد الذي احتضنه ومنعه من زيادة الطين بلة.
وطالب إبراهيم يوسف عضو مجلس الإدارة آنذاك بمعاقبة شيكابالا على ما صدر منه تجاه جماهير الزمالك، حيث قال: "طوال 35 عاما لى فى نادى الزمالك، لم أر نجما يحاول الاشتباك مع الجماهير، وهؤلاء كانوا نجوما حقيقيين وليسوا نجوما من ورق".
بداية واعدة ولكن
وكانت بداية شيكابالا مع الزمالك والكرة أكثر من واعدة، ففي أول مباراة خاضها مع الفريق الأول كان عمره 16 عاما فقط، استطاع أن يحرز هدفا رائعا في شباك غزل المحلة خلال كأس مصر، لينطلق بعدها بسرعة الصاروخ ويلفت نظر باوك اليوناني الذي خطف اللاعب مستغلا عدم وجود عقد احتراف يربطه بالزمالك.
واستطاع شيكابالا خلال فترة قصيرة قضاها مع باوك أن يصبح فتاه المدلل الأول بمهاراته الفائقة ولمساته السحرية، إلا أنه فجأة مل الغربة، فقرر العودة إلى مصر واتخذ التجنيد ذريعة لعدم العودة إلى اليونان، وينضم إلى الزمالك في 2006 بعدما كان أقرب إلى الانضمام للأهلي لولا تدخل جمال حمزة لاعب الفريق الأبيض في ذلك الوقت.
مسيرة حافلة بالإيقافات
ومنذ عودته إلى الزمالك، تعرض شيكابالا إلى العديد من العقوبات، حيث تعرض للإيقاف من المشاركة مع جميع المنتخبات المصرية بناء على تقرير رفعه مجدي طلبة المدير الفني للمنتخب الأولمبي يتهم فيه اللاعب مع زميله في الزمالك أحمد غانم وعبد العزيز توفيق لاعب إنبي بالاستهتار واللامبالاة خلال دورة الألعاب الأفريقية بالجزائر.
ولم تمر شهور حتى تعرض الفتى الأسمر المدلل لعقوبة جديدة على الصعيد المحلي عقب مباراة القمة بين الأهلي والزمالك، والتي أشعلت شرارة العداء بين اللاعب والجماهير الحمراء بعدما رفع الأول حذاءه للمرة الأولى في وجه الجماهير، ما تسبب في إيقافه ست مباريات من الاتحاد المصري وشهرا من إدارة ناديه.
ونظرا لكون عودة شيكابالا رغما عن أنف باوك، فقد اشتكى اللاعب والزمالك إلى الفيفا، الذي حكم بغرامة قدرها 990 ألف يورو على اللاعب، بالإضافة إلى الإيقاف لمدة ستة أشهر.
وكانت آخر العقوبات التي تلقاها اللاعب إيقافه مباراة واحدة على خلفية أحداث مباراة القمة الأخيرة في الليلة الأخيرة من عام 2010.
ويبقى الشيء الوحيد المؤكد أن شيكابالا أحد أبرز المواهب التي ظهرت في الكرة المصرية خلال السنوات الأخيرة، إلا أن تصرفاته الطائشة وسلوكه الطفولي في الكثير من الأحيان حرم الزمالك والمنتخب المصري من موهبة نادرة، قادرة على تحقيق الآمال المنشودة سواء للنادي المشتاق إلى عصره الذهبي أو الفراعنة الباحثين عن المونديال.