وضعت عملية القدس الأخيرة التي نفذها الشاب خيري علقم، الحكومة (الإسرائيلية) التي يرأسها بنيامين نتنياهو في مأزق كبير، فبات محاصرا أكثر من الجمهور (الإسرائيلي)، لاسيما وأن منفذها لا ينتمي لأي فصيل مقاوم.
وبات وضع الاحتلال اليوم مرتبكا بسبب العمليات البطولية الفردية التي ينفذها شباب الضفة والقدس المحتلة، مما يزيد من قلق الحكومة الجديدة بسبب الخوف في نفوس المستوطنين الغاضبين من حكومتهم التي أثبتت فشلها في أسابيعها الأولى رغم محاولات الاستنفار القصوى التي تبذلها لبث الأمن بينهم.
الأزمة التي تعيشها الحكومة (الإسرائيلية) الجديدة أمام جمهورها، يرى مختصون في الشأن (الإسرائيلي) أنه من الضروري استثمارها فلسطينيا للحد من جرائم الاحتلال.
عملية فردية
يقول المحلل السياسي عصمت منصور أن العملية وضعت نتنياهو في مأزق، وجعلته محاصرًا بحملات الاحتجاج الداخلية، والضغوط الدولية، والسمعة السيئة لحكومته، وشركاء متطرفين يضيقون عليه هامش المناورة، مشيرا إلى أن نتنياهو وحكومته يواجهون اليوم اول امتحان أمني حقيقي، بعد عملية القدس.
ويصف منصور "للرسالة نت" أن العملية كبيرة وموجعة، وجاءت في توقيت حساس ما يجعل من الصعب المرور عليها مرور الكرام، وتجاهلها.
وأوضح أن العملية فردية محكمة وتأتي بعد مجزرة جنين، وعلاقات متدهورة مع السلطة، وحالة غليان في الشارع الفلسطيني، وهو ما يجعل اي رد عليها أقرب إلى المخاطرة وشرارة قد تشعل مواجهة لا أحد يعلم متى وكيف ستنتهي.
وذكر المحلل السياسي أنه إذ اجتمعت العوامل السابقة في لحظة سياسية وأمنية حساسة واحدة فإن ذلك يشكل قيدا ثقيلا على نتنياهو وشركائه الفاشيين، لذا سيجتهدون في البحث عن طريقة تقنع جمهورهم أن ردهم مختلف.
ويشير إلى أن مشكلة واحدة تعترض الحكومة وهي أن كل الذخيرة التي لديهم تم تجريبها وأثبتت عقمها ومحدودية نتائجها، موضحا أنهم يتعطشون للانتقام لكن دوما يصدمون بواقع معقد يكبلهم.
أما عن خيارات نتنياهو فيرى منصور أنه أمام اثنين، الأول: خيار الاحتواء وهذا يحتاج إلى تفاهمات مع السلطة والشارع اليميني المتطرف أيضا، أما الخيار الثاني فهو التصعيد المحدود بسبب عدم وجود هدف والآثار المترتبة عليه.
ويؤكد أن أمام نتنياهو خيارا آخر وهو العودة إلى ذات الخطوات السابقة "نشر قوات ومحاربة التحريض وتكثيف الاستخبارات والحملات الأمنية…الخ"، وهي إجراءات ستبهت بها صورته وصورة حكومته أمام جمهورهم وستضع بيد المعارضة ورقة إضافية للهجوم على الحكومة وإظهار عجزها.
وفي السياق ذاته يقول حسن خاطر المختص في الشأن (الإسرائيلي) إن العملية الأخيرة زلزلت حكومة نتنياهو، خاصة بعد الإعلان أن المنفذ منفرد ولا علاقة له بالفصائل مما يعني كارثة وضربة غير متوقعة بالنسبة للاحتلال.
ويوضح خاطر قوله "للرسالة نت" أن الاحتلال كرس عمله الأمني لعقود طويلة ضد الفصائل كونه اعتبر العمل المقاوم يخرج من تحت عباءتها، مشيرا إلى أن عملية بهذا الحجم والنوعية ترهب الاحتلال وتجعله يتوقع أكثر من ذلك.
وأشار إلى أن الرد على شهداء جنين بهذه السرعة من شاب مقدسي يحدث تعادلا بعدد القتلى يعتبر صفعة قوية للحكومة (الإسرائيلية)، وستردع الاحتلال بحيث لن يلجأ إلى القتل المباشر بل ستنفس عن غضبها عبر توسعة الاستيطان وهدم بيوت المقدسيين ومحاولة تهجير سكان الخان الأحمر.
ويقول: "هذه الحكومة استلمت مهام عملها حديثا، ومنذ توليها هناك أجواء متوترة مع جمهورها الداخلي، وأحداث المقاومة المتصاعدة ستزيد غضب الشارع "الإسرائيلي".