قال يوسف عجيسة، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، إن التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، يمثل ثغرة وبوابة لإفشال المبادرة الجزائرية للمصالحة الفلسطينية الداخلية.
وأوضح عجيسة لـ"الرسالة نت"، أن الجزائر لديها رؤية واضحة وهي المسارعة في تجديد شرعية المؤسسات الفلسطينية التي تمثل الشعب الفلسطيني، بحيث لا يستفرد فصيل بمنظمة التحرير أو المجلس الوطني.
وأضاف: "نحن مع اختيارات الشعب الفلسطيني، ومنحت الجزائر عاما كاملا للقوى للخروج بحلول؛ لكن هناك مخاوف من ضغوط قد ينفذها الاحتلال؛ لإفشال المبادرة".
وفي سياق متصل، أكدّ أن سلوك السلطة الفلسطينية في مجلس الأمن ودفعها الإمارات لوقف مشروع يدين الاستيطان، يمثل حرجا للجزائر والدول المناهضة للتطبيع، متابعا: "مواقف السلطة تحرجنا، وكثيرون يقولون لنا إن السلطة تقيم علاقات مع الاحتلال فلماذا ترفضون منا فعل ذلك؟"
وأكد أن رئيس السلطة محمود عباس تعمّد إحراج الجزائر أكثر من مرّة حينما زار وزير الحرب (الإسرائيلي) في منزله، بعد زيارته للجزائر ومغادرته لها بشكل فوري.
وأوضح أن بلاده تضطرّ للتعامل مع السلطة بوصفها الشرعية السياسية، "رغم انها لا تمثل شرعية الشعب الفلسطيني بحكم شلل المؤسسات الرسمية وغياب الديمقراطية فيها".
وأشار إلى موقف الشعب الجزائري الرافض للتطبيع ، كما أنه يعتبر فلسطين قضية عقيدة ودين.
وحول الموقف الجزائري من رفض منح الاحتلال عضوية مراقب بالاتحاد الأفريقي، فأكدّ أن ما قامت به بلاده وجنوب افريقيا بدعم دول أفريقية أخرى كتونس وليبيا ونيجيريا، يمثل موقف فخر.
وذكر أن بلاده استطاعت تجميد عضوية الكيان بعد حصوله عليها من رئيس الاتحاد الافريقي بشكل منفرد، وطاردت وفد الاحتلال بعدما نجح في دخول القاعة بمساعدة دولة عربية مطبعة في أفريقيا.
وأوضح عجيسة أنّ الاتحاد اقترح تشكيل لجنة مكونة من ستة دول؛ لمنح المبررات اللازمة لإخراج الاحتلال من عضوية مراقب للكيان، واصفا لحظة طرد الوفد (الإسرائيلي) بـ"التاريخية وغير المألوفة".
وعبر عن أسفه لمشاركة دول عربية تطبيعية في محاولة رفع العزلة الدولية عن الاحتلال، والمساهمة في جعله كيانا طبيعيا في المنطقة.
وأكد أن هذه الدول لن تتوانى في استخدام كل الضغوط من أجل مساعدة الاحتلال بالمحافل الدولية والإقليمية، مكملا: "لا نستغرب إن منحته عضوية مراقب في الجامعة العربية".