عند الحديث عن الدراما الفلسطينية ودورها في تجسيد الواقع، فإنك لن تستطيع القفز عن التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني، أو اجتزاء بطولات المقاومين ضد الاحتلال (الإسرائيلي)، والتي يسعى منتجو هذه الأعمال لتجسيدها وسرد تفاصيلها للمشاهدين، بالإضافة إلى قضايا اجتماعية أخرى تطفو على السطح.
وفي هذه المادة نقدم لكم نبذة مختصرة عن أربعة مسلسلات فلسطينية تُعرض مع بداية شهر رمضان الفضيل لهذا العام.
مسلسل "ميلاد الفجر2"..
يُعرض مسلسل "ميلاد الفجر" بجزئه الثاني خلال شهر رمضان، وتدور أحداثه حول الانتفاضة الفلسطينية الثانية من العام 2000 حتى 2005.
ويقول مخرج المسلسل حسام أبو دان إن المسلسل من تأليف زكريا أبو غالي ومحمود منصور، ويتكون من 30 حلقة، ستعرض على فضائية "القدس اليوم" وقنوات محلية وعربية أخرى.
ويُضيف "أبو دان" أن المسلسل هذا العام يحمل في جعبته الكثير من التطور الدرامي، كما سيُلاحظ المشاهد تجويدًا في العمل الفني وأساليبه الحديثة.
وخلف كواليس الأعمال الفنية، يُعاني الفنانون الفلسطينيون من مطرقة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وسندان قلة الإمكانات الإنتاجية والدعم المؤسساتي.
وعن أبرز الصعوبات التي تواجههم يتحدث "أبو دان" عن نقص المعدات الفنية والإنتاجية داخل قطاع غزة؛ لإنتاج عمل فني يُضاهي أعمال الفنية في الخارج، إضافةً إلى عدم وجود كادر متخصص "أكاديميًّا" في مجال الفن، مردفًا: "ما نُشاهده اليوم هي محاولات فنية ذاتية".
أحد أبطال المسلسل هو الفنان وليد أبو جياب، يجسد دور قائد في المقاومة الفلسطينية، ويتواجد في الخارج ويدعى "مالك"، حيث يتواصل مع المجموعات داخل فلسطين ويُدير التخطيط والتنسيق لشن الهجمات والعمليات ضد الاحتلال.
يُبيّن "أبو جياب" أنّ "المسلسل يُبرز أشكال وصور النضال الفلسطيني كافة في مقاومة الاحتلال، وإشراك شرائح المجتمع كلها في التصدي له.
كما أنه يُبرز للعالم أن صراع الفلسطيني ليس مع اليهود كيهود وديانة، وإنما هو من أجل احتلال الأرض وطرد الشعب منها، وفق "أبو جياب".
ويُتابع: "المسلسل يتحدث عن مناطق الصراع، والتي تشمل قطاع غزة بشماله وجنوبه والخليل والقدس وجنين وأيضًا جبهة لبنان".
وفي سؤالنا "كيف استطاعت الدراما الفلسطينية أن تصبح جزءًا من الأجواء الرمضانية التي ينتظرها الناس في كل عام؟"، يُجيب: "الفن سلاح قوي ومهم وفعال في خدمة القضية الفلسطينية والتنظير لها وإظهار عدالة هذه القضية للعالم أجمع، وهو قوة لا يستهان فيها في مواجهة الرواية الإسرائيلية المضللة والتي تحاول أن تظهر العدو بمظهر الضحية".
ويستطرد: أن "الأهداف التي تسعى الدراما الفلسطينية إيصالها هي تعزيز الروح الوطنية والثورية عند الجيل الجديد، وترسيخ المفاهيم النضالية لكي تبقى جذوة الصراع مع الاحتلال حاضرة وتعريف الشعوب بقضيتنا".
مسلسل " "أم الياسمين"..
مسلسل "أم الياسمين" من تأليف طاهر بكير، وسيناريو وحوار فاخر أبو عيشة، وإخراج بشار النجار، ويُجسد تاريخ الحياة في نابلس والأحداث التي مرت بها المدينة وحالتها النضالية خلال الفترة ما بين 1929 حتى 1935.
ويُشير مخرجها بشار النجار إلى أن اسم المسلسل جاء نسبة لحارة الياسمينية الواقعة في أزقة البلدة القديمة بنابلس، ومن خلاله ستُطرح قضايا اجتماعية وعادات دينية وثقافية تاريخية للمدينة.
ويُشير إلى أن المسلسل يتكون من 29 حلقة (كل واحدة 35 دقيقة)، وسيُعرض على قنوات فلسطينية وعربية، موضحًا أن 56 فنانًا وفنانة، وما يزيد عن 300 "كومبارس" شاركوا في المسلسل الذي استغرق العمل به نحو 11 شهرًا.
ويؤكد "النجار" أن أهم ما يُميز أي عمل درامي فلسطيني هو الالتزام بالضوابط والقيم الوطنية والمجتمعية، والمحافظة على خط النضال الوطني، والرواية الحقيقية التاريخية لفلسطين، والتي يتم نقلها إلى الأجيال جيلًا بعد آخر.
مسلسل "باب العامود4"..
منذ عام 2013، يواصل المخرج والكاتب والممثّل الفلسطيني إسماعيل الدباغ تقديم مسلسله "باب العامود" في عدّة أجزاء، حيث يُعرض في رمضان هذا العام الجزء الرابع من المسلسل.
ويتحدث المسلسل عن الحياة الاجتماعية الفلسطينية في البلدة القديمة في مدينة القدس في ظل الاحتلال الإسرائيلي ومضايقاته المستمرة من أجل دفع أهلها إلى مغادرتها، ويعد هذا العمل الأول من نوعه الذي يصور في أزقة وحواري وبيوت القدس العتيقة.
ويُقدم "باب العامود" الوجوه الفلسطينية المقدسية بإطار اجتماعي ساخر وهادف كما ويظهر معالم البلدة القديمة ويركز على الحياة من داخل البيوت راصدًا المعاناة المقدسية دون شعارات زائفه حيث نرى العلاقة المقدسية بين الجيران والباعة والأسواق، ويثري هذا العمل الحوار السلس من خلال اللهجة المحكية في القدس.
"حارة القزازين"..
مسلسل "حارة القزازين" من إخراج أشرف الحسيني، وحوار عبد المغني الجعبري، ويتناول قضايا فلسطينية عديدة، أبرزها معاناة أهالي الأسرى، وقضية احتجاز جثامين الشهداء، واعتداءات المستوطنين، وما تعانيه البلدة القديمة في الخليل من تهميش.
وتم اختيار اسم المسلسل، نسبةً إلى الحارة التي تقع في البلدة القديمة بالخليل، والتي تعد من أكبر الحارات وأقدمها هناك.
ويعتمد القائمون على المسلسل الطابع الفكاهي؛ لعلاج بعض القضايا الاجتماعية التي تهم المواطنون.
المصدر: وكالة سند للأنباء