دخلت الاشتباكات المسلحة في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و"قوات الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يومها الرابع، فيما أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اتصالين هاتفيين منفصلين مع قائد الجيش السوداني وقائد الدعم السريع، حيث دعا إلى وقف لإطلاق النار في السودان.
وشدد بلينكن على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وفق ما أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، اليوم الثلاثاء.
وقال باتيل إن بلينكن أبلغ الجنرالين بأن وقفا لإطلاق النار "يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال ولم شمل العائلات السودانية والسماح للمجتمع الدولي في الخرطوم بالتأكد من أن وجوده آمن".
وقالت الخارجية الأميركية إن الوزير بلينكن أعرب عن قلقه البالغ إزاء سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين السودانيين
من جانبه، قال قائد قوات الدعم السريع في السودان دقلو ، على تويتر، إنه بحث مع وزير الخارجية الأميركي، في مكالمة هاتفية القضايا الملحة بالسودان.
وقالت لجنة أطباء السودان إن عدد القتلى المدنيين جراء الاشتباكات ارتفع إلى 144.
وجاء في بيان للجنة أطباء "ارتفاع عدد المصابين من المدنيين والعسكريين إلى 1409".
وحض وزراء خارجية دول مجموعة السبع، اليوم الثلاثاء، طرفي النزاع في السودان على "وقف الأعمال العدائية فورا"، والعودة إلى طاولة المفاوضات، بعد اشتباكات أودت بحياة نحو 200 شخص.
وقال الوزراء، في بيان، بعد يومين من المحادثات: "نحض طرفي النزاع على وقف الأعمال العدائية فوراً دون شروط مسبقة"، محذرين من أنّ القتال "يهدد أمن وسلامة المدنيين السودانيين ويقوض جهود استعادة الانتقال الديمقراطي في السودان".
احتدام المعارك حول القصر الرئاسي وقيادة الجي
أتي ذلك، فيما تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منطقة جبرة جنوبي الخرطوم، وتم خلالها استعمال الأسلحة الثقيلة، بينما أعلن الناطق باسم الجيش السوداني أن قائد الجيش البرهان أصدر عفوا عمن يضع السلاح من الدعم السريع.
وأفاد مواطنون باحتدام المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على تخوم القصر الجمهوري ومركز قيادة الجيش.
وتدور مواجهات عنيفة في ولاية دارفور ومعارك كر وفر في مدينة مروي التي تضم قاعدة عسكرية ومطارا مدنيا.
وتواصلت الاشتباكات في نقاط عدة بالخرطوم. ومع تضارب الروايات بين الجانبين، يسود غموض بشأن نطاق السيطرة الميدانية لكلا الطرفين.
وتبادل قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الاتهامات والتهديدات، وأكد كل منهما أنه سيلاحق الآخر.
وتحدث الدعم السريع عن سيطرة قواته على مواقع إستراتيجية في العاصمة، من بينها مقر القيادة العامة للقوات المسلحة والقصر الجمهوري ومقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان، نفى الجيش صحة ذلك وأكد أنه متمسك بكل مقاره، وأنه يقترب كثيرا من لحظة الحسم، مشيرا إلى أنه سيستقدم تعزيزات للخرطوم.
وأعلن رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، مساء الإثنين، سقوط أكثر من 180 قتيلا و1800 جريح، في المعارك المستعرة في السودان منذ 3 أيام بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وكان التوتر كامنا منذ أسابيع بين البرهان ودقلو اللذين أطاحا معا بالمدنيين من السلطة خلال انقلاب في تشرين الأول/أكتوبر 2021، قبل أن يتحول خلافهما السياسي على السلطة خصوصا، الى مواجهات واشتباكات.